فن التعامل مع المراهقين.. ما بين الطفولة والنضوج.
كيفية التعامل مع المراهق.. ما هي كيفية التعامل مع المراهقين؟
تعتبر المراهقة هي القنطرة ما بين مرحلة الطفولة إلى النضوج. ومن اسمها فهي فترة مرهقة للوالدين وللمراهق نفسه. ويحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية والجسدية والجنسية؛ لذا إذا أتقنَا فن التعامل مع المراهقين سينتج لنا طفلا سوياً قادرا على تحمل المسؤولية، واتخاذ القرار، ومواجهة المجتمع بنفسه.
احتياجات المراهق:
في فترة المراهقة يسيطر على المراهق 3 رغبات(احتياجات) أساسية:
- رغبة في الخروج من الطفولة، وإثبات أنه أصبح كبير.
- وحاجة في لفت الانتباه والحصول على الحب.
- حاجة إلى الشعور بالاستقلال، والتصرف دون أخذ الإذن.
فغالبا ما تجد تغيرا ظاهرا في أسلوب التحدث والرد، وطول فترات النقاش. وهذا ناتج عن رغبته في أن يصبح مرئياً. أن يثبت لك بأنه أصبح ذا عقلية متفردة وأنه لم يعد طفلاً يسمع الكلام!
إذا وجدت ابنك يسأل أسئلة من قبيل: كيف أصبح محبوبا ؟ هل أصدقائي يحبوني؟ أو شيء من هذا القبيل فهو يلبي الرغبة الثانية وهي لفت الانتباه والشعور بالحب.
ربما يرغب في السفر مع أصدقاءه وحده، أو شراء ملابسه بنفسه. أحيانا يحتاج إلى خوض لعبة رياضية جديدة، أو النزول إلى العمل برغم عدم حاجتكم المادية لذلك. غالبا ما تجد المراهق مخالف لرأيك بلا داعي مما يضايقك. وفي الحقيقة السبب وراء ذلك هو إشباع رغبة الاستقلال وأنه أصبح كبيرا خارجا عن سيطرتك.
حسنا، ماذا يجب على الآباء تقديمه في فترة المراهقة؟
في فترة المراهقة يكتسب الأبناء الكثير من الخبرات لينتقلوا بها إلى مرحلة النضج، مثل:
- القدرة على تحمل المسؤولية.
- اكتساب معلومات جديدة وخبرات في الحياة.
- الاستقلالية.
ويكمن دور الآباء هنا في الأخذ بيد الأبناء إلى كل هذه الخبرات مع حمايتهم ورفع ثقتهم بنفسهم؛ ليستطعوا تخطي الصعوبات التي ستواجههم.
للأسف، معظم الآباء يركز على نقطة الحماية فقط، لدرجة قد تعجز الأبناء على صيد كل هذه الفوائد!
فمصاحبة المراهق والأخذ بيده بدلا من توبيخه سيصنع منه شخصا قادرا على اتخاذ القرارات، وتدبير أمره بنفسه.
التغيرات التي ستلاحظها على ابنك المراهق:
في بداية المراهقة ( مرحلة البلوغ )، سيظهر على المراهق الكثير من التغيرات:
تغيرات جسدية:
في البنات:
- يتغير الصوت إلى الأنعم.
- تظهر بعض علامات الأنوثة كنمو الثديين، واستدارة الجسم.
- ظهور الشعر في بعض المناطق مثل: تحت الإبط ومنطقة العانة.
- نزول الدورة الشهرية، أو ما يعرف بالطمث أو دم الحيض.
في هذه الفترة ستلاحظ الأم خجل بنتها المفرط بشأن جسمها، لدرجة قد تؤدي إلى البكاء. وهنا يجب على الأم شرح طبيعة هذا التغير للفتاة، والاستفهام أكثر عن مشاعرها لتقليل هذا الخوف.
في الأولاد:
- يصبح الصوت أخشن
- تظهر بعض علامات الرجولة كالعضلات، ويأخذ الجسم شكلا رجوليا.
- ظهور الشعر في بعض المناطق كالعانة والإبطين.
- البلوغ بالاحتلام.
- ظهور شعر الذقن والشارب.
يكون هنا دور الأب أكثر تأثيرا لأنه القدوة المذكرة لابنه. يجب على الأب الجلوس مع الابن وشرح هذه التغيرات وكيفية التعامل معها. يجب أيضا مناقشة الابن ومشاركته.
اضطرابات الحالة النفسية:
والمعنى هنا أن المراهق كل يوم بحال، فمثلا يوم يكون شديد الطاعة والأدب. ويوم تزداد لديه الاضطرابات. فالأبناء في هذه الفترة واقعين تحت ضغط نفسي كبير. وكلما زادت درجة هدوئك وفهمك لهذه التقلبات كلما حسن تصرفك.
في الولد: تظهر هذه الاضطرابات في هيئة عصبية وصراخ.
ويجب هنا على الأب والأم عدم رفع الصوت أو الرد على العصبية بعصبية. هدوئك يزيد من قوة موقفك، ويقلل أثر المشكلة.
في حالة تطاول الأبناء بالصوت أثناء النقاش، يجب على الأب إنهاء المناقشة إلى حالة هدوء الابن. من الممكن أن يوضح ان هذا الأسلوب غير قابل للنقاش ومن ثم تأجيله.
أحيانا يكون تطاول الأبناء أو حدة نقاشهم في تجمع عائلي أو أمام الآخرين مما يضع الآباء في حرج شديد. بعض الآباء يحب أن يثأر لنفسه فيحرج ابنه أمامهم بغض النظر عن مشاعره.
الحل: أن آخذ الابن إلى مكان بعيد عن أعين الناس. اشرح للابن أنه في حالة النقاش يجب أن يكون هناك احترام وخاصة في وجود الغرباء.
في البنت: تظهر هذه الاضطرابات في هيئة نوبات بكاء واكتئاب غير مبررة. يجب على الأم تفهم هذه التقلبات، وأن توضح للفتاة أنها تفهمها وأنه شيء طبيعي؛ فهذا سيقرب المسافات بينهما.
تغيرات المشاعر:
في سن المراهقة تتغير المشاعر تجاه الجنس الآخر. يجب هنا توعية الأبناء عن كيفية التعامل مع الجنس الآخر.
يجب تعليم الابن الذكر عن كيفية التعامل مع زملاءه البنات. وتعليم البنات كيفية التعامل مع المعاكسات. من المهم جدا متابعة الأبناء ومعرفة أصدقائهم جيدا.
ما السن المناسب لتوعية الأبناء؟
- يجب توعية البنات عن كيفية وضع حدود والتفريق في التعامل عند سن 9 سنين.
- لذلك يجب توعية البنين عن كيفية التعامل مع البنات في العاشرة.
يجب أن اشرح للأبناء في هذه الفترة أن مشاعرهم ستتغير، حتى لا ينجرفوا وراء الصور الخيالية الحالمة التي تصدرها الأفلام.
من المهم جدا وضع حدود في الكلام واللمس والتعامل مع الجنس الآخر تجنبا لأي تجاوزات لا يرضاها الشرع ولا يقبلها العرف.
التغيرات السلوكية:
لذلك هذا النوع من التغيرات تحديدا هو ما يزعج الآباء. فالآباء يشعرون بفقدان السيطرة وعدم القدرة على التصرف مع ما يواجهونه من : عند، حيرة، تشتت، نقاش وجدال، والكثير من الأسئلة. ويلزم للتعامل مع هذه التغيرات معرفة فن التعامل مع المراهقين .
فن التعامل مع المراهقين :
لذلك فترة المراهقة بالنسبة للمراهق هي رحلة البحث عن الذات: لذا سترى هنا الكثير من التردد والتشتت والتقليد. سترى ابنك يهيمُ في كل وادٍ بحثا عن سبيل. حاول مساعدة ابنك على معرفة ما يحب وما سيبدع فيه ولا تردعه عن معرفة ذاته، أو تسعى لجعله يسير بالطرق التقليديه.
التشتت: على سبيل المثال ستجد ابنك يريد الدخول في أكثر من لعبة رياضية، أو دراسة شيء معين. الحل:
- كل ما عليك هنا هو القيام بتوجيهه، لا تزجره ولا تمنعه.
- أخبره بالأشياء التي يجيدها أو من الممكن أن يبدع فيها.
التقليد: فستجده يقلد زميلا له برع في شيء معين، فيقلده أملا في أن يجد نفسه فيه.
الحل: اصبر عيله ودعه يجرب.
سرعة الملل: تعتبر هي أحد السمات المميزة لهذه الفترة، خاصة في هذا الجيل مع ما ترسخه السوشال ميديا من شهوة الوصول السريع.
الحل:
- لذلك عليك التعامل مع سرعة الملل بحكمة.
- وبدلا من قول كلمات من قبيل ” مش نافع في حياتك “، ” انت مش بتثبت في حاجة”. قم بطرح الأسئلة والتوصل لأفضل الحلول. حتى لا تُقابل كلماتك بالعند.
الكسل: بعض المراهقين يصاب بحالة من الكسل والخمول. أحيانا تكون هذه الحالة بسبب التغيرات النفسية أو الهرمونية.
الحل: بلغ ابنك بأن الكسل من طبيعة هذه الفترة، وشجعه على تجاوزها.