العنف الأسري ضد المرأة السعودية في ظل جائحة كورونا
العنف الأسري من تبعيات جائحة كورونا البغيضة
تسبب العزل المنزلي ومنع التجوال خارج البيوت كثيرًا لازدياد ضحايا العنف الأسري رفي المجتمع السعودي، خاصة بعد انتشار فايروس كورونا.
يذكر أن الحجر المنزلي اقترحته معظم بلدان العالم كحل رادعٍ تجنبًا لارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا كوفيد-19،
مما أدى إلى ازدياد العنف الأسري في العديد من الدول العربية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية.
ويشار إلى أن العديد من النساء السعوديات قد أطلقن في وقتٍ سابق هاشتاج ” ليش ما بلغت؟” وتناولته العديد ممن تعرضن لـ العنف الأسري داخل المنزل ليكشفن عما يعانينه داخل البيوت.
وكان هناك العديد من التقارير التي تناولت قضية تزايد العنف الأسري مع حظر التجوال المفروض للحد من انتشار كارثة كورونا فأن تستيقظ على الصراخ والغضب، الذي سببته ضغوطات جائحة كورونا الأولى من نوعها في العصر الحديث، يتزايد الخطر على الأسر المكبلة داخل أقفاص العنف الأسرى.
وذكرت بعض الناشطات السعوديات على تويتر بعضًا من التجارب اللاتي يعانين منها، بالإضافة إلى ذكر أنواع العنف الأسري، وأوضحن أن أشكال العنف وأنواعه تتراوح بين لفظي ونفسي وجسدي، وأن الحجر المنزلي ليس آمنًا للجميع.
وخلال دراسات كثيرة ونتائج استبيانات على التي أجرتها مراكز اجتماعية في العالم العربي للكشف عن أسباب العنف الأسري، وجدوا ان الأسباب متنوعة ومتداخلة، وكان منها ضعف الوازع الديني، الموروث المجتمعي التقليدي، غياب ثقافة الحوار، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والأمنية وعدم الشعور بالأمان والخوف مما هو آت كل ذلك يؤثر سلبًا على الأسرة.
وخلال فترة الحجر المنزلي، والمكوث الطويل في البيت والخوف من الفيروس المنتشر أن يطال الشخص أو أحدا ممكن حوله، وعدم الذهاب إلى العمل، كل ذلك أدى إلى التوتر والقلق الداخلي والكبت النفسي، والذي يجد الرجل أو الزوج منفسًا لذلك غير تفريغ طاقته بالصراخ أو الألفاظ الغير محببة وتبغضها النفس البشرية وأحيانًا يصل إلى الضرب.
أسباب وأنواع العنف الأسري ومدى انتشار ضد المرأة السعودية
وقد ذكر مختصون اجتماعيون أن العنف الأسري أشكال وأنواع تتفرع إلى خمس فئات هي: عنف جسدي، عاطفي، اقتصادي، لفظي، وعنف جنسي.
لقد حظي العنف الأسري باهتمام كبير؛ لأن الأسرة ركيزة أساسية واللبنة الأولى لبناء مجتمع على أسس الروابط القوية، وقد تزايدت في الآونة الأخيرة التقارير التي تشير إلى زيادة العنف داخل الأسرة الأمر الذي يهدد هذا الصرح العظيم، ولم تختلف السعودية عن باقي الدول العربية ولكن لطبيعة الحياة والعادات والتقاليد في المجتمع السعودي وعدم مقدرة النساء على التصريح بما يتعرض له، فلم تخرج إحصاءات وتقارير مؤكدة عن مدى انتشار هذه الظاهرة.
وقد أشارت بعض النساء حين تم الاستفسار عن أسباب عدم الإبلاغ عمن ارتكب بحقها التعنيف وعاملها بما لا يليق لأنثى كرمها الله وأوصى عليها نبي الأمة كاشفة عن عدم مقدرتها على ذلك.
وكانت السعودية قد أقرت في 2013م قانون يحرم العنف ويهدف النساء والأطفال الخادمات من العنف المنزلي،
كما ونص القانون على معاقبة المنتهكين بالسجن لمدة عام والغرامة بخمسين ألف ريال سعودي.
وقد أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في العام 2018 إلى أن 35%، من السعوديات تعرضن للعنف،
ولكن لا تستطيع المرأةالتبليغ؛ لأن الكثير يعتبر أن هذه الحالة شأن أسري.
وهناك العديد من السعوديين الذين يرفضون التصريح وذكر أسمائهم يعترفون بوجود هذه الظاهرة، فقد أشار أحدهم
إلى أن حالات العنف ضد النساء في المملكة تزداد بشكل كبير ومخيف مع استمرار خطر كورونا الذي يعد السبب الرئيسي
والمباشر في ظهور حالة العنف الأسري ضد المرأة السعودية.
ولعل خطة تمكين المرأة لعام 2030 التي تبناها الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي تتيح للمرأة ممارسة العمل وتمكينها
من الوصول إلى مراكز ومناصب عليا في المجتمع، ورفع الولاية عن المرأة التي بلغت سن ال21، كل ذلك أدى إلى ردود
فعل سلبية لأولياء الأمور الذين تغيرت عليهم الأوضاع فجأة فتقبل الرجل الشرقي المسيطر الذي يتحكم بالمرأة بشكل
كبير، لأمر طارئ وجديد كليًا، ومطالبة النساء والفتيات بحقوقهن كان سببًا في ازدياد العنف ضد المرأة.
الأسباب التي تمنع المرأة من التبليغ عن العنف الذي تتعرض له
يذكر أن الأسباب التي تؤدي بالمرأة إلى عدم التبليغ عن العنف الذي تتعرض له كان، راجعة بشكل أساس إلى
تقاليد المجتمع وعاداته التي تربي عليها فالأعراف المجتمعية تلقي اللوم على الفتاة خاصة إذا المعنف كان من
أقربائها،
فحين البحث عن الإجابات التي حصل عليها هاشتاق “#ليش ما بلغت” نجد أن أكثر الأجوبة كانت لأنه أبي أو أخي
أو عمي
وقالت إحدى النساء التي تعرضت للعنف أن السبب في عدم تبليغها مقولة أمها لها ” إذا بدك تعيشي ما تحكي لحدا”
كثيرةٌ هي تجارب النساء قصصهن التي تشير إلى ارتكاب العنف ضدهن بكل أشكاله، لكن أين هي الجهات التي تتبنى
مثل هذه القضايا، فلعل السبب الثاني الأكثر انتشارًا بين المعنفات لعدم التبليغ عن حادثة التعرض للعنف هو عدم ثقة
المرأة بالجهة التي ستتوجه إليها، والتي بدورها تتجاهل مثل هذه القضايا لأنها أمر أسري خاص وشأن عائلي، وأن المركز
الخاص ببلاغات العنف الأسري لا يتعامل مع الحالات بجدية،
كما وأكدت إحدى النساء المغردات على تويتر أن من أهم الأسباب التي تجعل النساء تصمت عن حقها وعدم التبليغ
بهذا الشأن؛ فالمرأة تسجن في دور الرعاية الأسرية فيما يظل الرجل الذي مارس العنف خارج القفص يتنقل حرًا طليقًا
كأنه لم يفعل شيئًا.
يذكر أن دار الرعاية توضع فيها الفتاة بين سن السابعة وسن الثلاثين إذا كانت قابلة للإنحراف أو منحرفة أو حتى
تقضي فترة حكم عليها.
وأوضح ناشطون أنه رغم الحقوق التي أعطاها برنامج تمكين المرأة لعام 2030م إلا أن ولي أمرها يستطيع أن يقدم
فيها بلاغ بعدم الطاعة،فتسجن في دار الرعاية، والتي لا يمكن أن تبرحها دون موافقة أهلها من الذكور.