الزي الاشوري القديم ، حضارة وتراث بلاد الرافدين
الزي الاشوري من أحد أهم الأزياء التقليدية القديمة التي عرفت بها بلاد الرافدين العراق، حيث العراقة والأصالة
للحضارة العريقة التي ميزت العراق وكانت من أحد أبرز مراحله التاريخية المهمة
ولعل حديثنا اليوم عن أبرز الأمور التقليدية التي يعتز بها أهل العراق أينما ذهبوا ألا وهو الزي الاشوري الذي يعبر
عن هذه العراقة والحضارة الضاربة في الأرض والتي خلدها التاريخ ولا يمكن ان يمحيها أي شيء على الوجود.
من المعروف دائما أن المرأة تهتم بأناقتها وزيها والتعرف على الأزياء التي كانت منذ القدم كنوع من
التراث الذي
طالما اعتزت به وافتخرت، ومن المعروف أيضا أن شعوب العالم أجمع تعتني بتراثها وتحافظ عليه، وكما عرف عن
الدول العربية أنها تقيم العديد من العروض بين العواصم والمدن العالمية الكبرى لكي تعرف العالم بحضارتها وأزيائها
وكان من ذمن هؤلاء بلاد الرافدين.
ماذا تعرف عن التراث الذي تركته بلاد الرافدين
لقد خلفت بلاد الرافدين العديد من الأشياء الزاخرة والآثار العظيمة للحضارة الآشورية على وجه الخصوص، حيث كانت
مزدهرة في شتى المجالات والمناحي العلمية والفنية، وكان من بين هذه الآثار أن تركت لنا تراثا يدلل على ألبسة الملوك، ورجال البلاط والقادة العسكريين وبقية عموم طبقات الشعب.
يشار إلى أن الحضارة الآشورية تركت لنا العديد من الرسومات المنحوتة على الالواح الاشورية والتي كانت تعد فنا من الفنون
التي عرفتها الحضارة الاشورية في تلك الفترة وهو فن النحت، حيث استخدموا هذا الفن على اجدران القاعات والحجرات والغرف في القصور والمعابد المنتشرة في الحواضر الاشورية ليتركوا لنا أثرا عظيما يدلل على ما وصلوا اليه في الزي الاشوري.
كما أن النحوتات أبرزت لنا تشكيلات الأزياء واللباس الآشوري، بالإضافة إلى الأختام الأسطوانية التي ميزت مصادر الزي الوطني الاشوري في تلك الفترة.
من اين عرف الاشوريين أزياءهم ؟؟
يشار إلى ان الزي الاشوري جاء من الازياء البابلية وكان امتدادا لها، مع العديد من الابتكارات والإضافات التي ميزت الزي الاشوري عن الزي البابلي فقد أدخل الآشوريون العديد من الأشياء التي ميزت ألبستهم عمن سبقهم.
يؤكد العديد من الدارسين في مجال الازياء والمختصين في البحث عن الأصل لكل زي شعبي أو موروث حضاري على أن الأختام الأسطوانية التي استخدمها البابليون ليميزوا ازياءهم عاد لاستخدامها الاشوريون أيضا مما يدلل على مدى التأثير الكبير الذي أحدثته الحضارة البابلية في الحضارة الآشورية.
ولعلك الآن تتساءل عن الزي الاشوري وكيف كانت عادة الاشوريين في اللباس
سأقدم لك في هذا المقال الزي الاشوري القديم ومميزاته التي اتسم بها وما زال التاريخ العراقي يحفظ هذه الازياء
فقد كانت العادة في ارتداء
بالنسبة للرجال
ثوب طويل أو قصير له أكمام قصيرة
أشارت المنحوتات التي وجدت على الجدران بطبيعة ملابس الملوك الآشوريين حيث تنوعت ملابسهم التي اتصفت بالتناسق مع المناسبة المناسبة رغم وجود صعوبة أحيانا في تمييز لباس عن آخر.
فهناك ألبسة تتكون من ثوب طويل ذو أكمام قصيرة ذات حاشية مزخرفة بالألوان الزاهية عند نهائيات الأكمام وعند الحافة السفلى من الثوب المشرشب وفوق هذا الثوب يلبس الملك شالا أو أكثر ذا شراشيب.
أما بالنسبة لألوان ملابس الملوك والأمراء والحاشية وكبار الضباط فكانت من الألوان المتباينة والظاهرة على المنحوتات والصور الجدارية.
تلك الألوان لها العديد من المدلولات التي من ابرزها نوع المادة المصنوعة منها الأقمشة التي كانت تزين بوحدات مزخرفة بالذهب والأحجار الثمينة أو من المعادن الأخرى.
من الملاحظ على الألبسة أنها مطعمة بقطع زخرفية مغايرة لأرضية القماش وهذا التطريز يبرز استخدام الأشكال الهندسية
لباس الرأس لتمييز كل طبقة اجتماعية.
من أبرز ما يميز الزي الآشوري هو غطاء الرأس والذي كان لكل من الرجال والنساء، إن لباس الرأس يبرز الطبقة الإجتماعية
للشخص فغطاء الملك يختلف عن المحارب يختلف عن المرأة
الصندل
الصنادل التي كانوا يرتدونها لها اجزاء جانبية وكعب وقطع جلد مستطيلة. وتستعمل حلقة، تساعد الاصبع الكبيرة بواسطة حزامة يلف اخمص القدم مع وجود عقدة لشده ولعلك تتساءل هل بقي هذا الصندل طوال فترة الاشوريين،،،، بالطبع
لا ، فهناك أحذية طويلة (الجزمة)، وأحذية قصيرة استعملت منذ عهد الملك سنحاريب حتى أواخر أيام الإمبراطورية الآشورية.
اما الخيّالة الاشوريين كانوا يلبسون الحذاء الطويل الى منتصف ربلة الساق في حين ان النصف الاخر مغطى بنوع من الجواريب يتم لفّها فوق ربلة الساق بواسطة شريط
الملوك وكبار الكهنة والوزراء
ففي المناسبات الخاصة والاحتفالات الرسمية كانوا يرتدون عدة أنواع من الملابس الرمزية تشير المنحوتات الى
ان الكهنة ارتدوا من الزي الاشوري الثوب القصير والذي يتوسطه حزام عريض، مع ارتداء الشالات فوقه والتي تميزت
بأنها ذات الحوافي المشرشبة .
أما الشغيلة
واصحاب المهن او من يقومون بالاعمال الحرفية فكانت البستهم معقدة بعض الشيء فمنهم من يرتدي
البدلة القصيرة أو الطويلة وفوقها حزام وعلى رؤوسهم شريط لحزم الشعر.
وبالنسبة لموظفي الملك
فقد تميز لبسهم بالعادة في بدلة طويلة وحزاما وشالا.
من الملاحظ أنك حين تنظر الى الصور المتوافر وبعض الكتابات عن الزي الاشوري ان ملابس الاشوريين اختلفت بشكل
واضح فيما بينها حسب طبقاتهم.
1. قمصان طويلة تصل الى ما تحت الركبتين، وتكون على الاغلب خالية من مواد الزينة عدا الحزام الظاهر العرض بزخارف بسيطة وكان يرتديها ملابس الحرس الملكي
2. ملابس عسكرية ثقيلة الرأس مغطى بخوذ مخروطية ، لها دفتان أماميتان؛ لحماية الأذن وكانوا يلبسون فوق ستراتهم – دروعا- مخاطة بالصدف وسراويل وأحزمة عالية مشدودة بسوار في الجلد، ودروعا مستفيضة ويحملون بأيديهم
رماحا طويلة وكان هذا اللباس الذي يميز الفرق العسكرية.
3. قميص قصير لا يتجاوز الركبتين يحمل اردانا قصيرة ويحتوي عليه زخارف بسيطة وبعض التزيينات اللونية على حوافها.
وهي خاصة للعمال والفنانين
الالوان
ميل الاشوريين الى الالوان القوية والعميقة والى استخدام عدة الوان مما لم يفقد منحوتاتهم الانسجام المطلوب تحقيقه مع قوة خطوط الجسم وتقاطيع وجوه ملوكهم المتميزة بصرامتها وقوتها … وتجد هذا الميل بارزا حتى اليوم عند سكان شمال العراق من ميل خاص للملابس المزركشة والملونة، بالألوان البراقة العميقة ليس الا مثلا لذلك. في الدراسة الاولى تبرز قراءة المعد في حديث الاستاذ يوسف توما هرمز من جامعة السليمانية:
فيما يخص النساء و الزي الاشوري
البوشية وهو عبارة عن قبعة دائرية وملفوفة بقطعة طويلة من القماش الاسود توضع على رأس المرأة ويزينها ثلاث ريش ملونة اثنتان منهما حمراوان تتوسطهما ريشة بيضاء أو العكس.
تشير المنحوتات الى قلة ظهور المرأة وعلى ما يبدو ان المجتمع الاشوري كان رجوليا اكثر، واذا نظرت الى الأزياء النسائية في تلك الفترة من العصر الاشوري، نجد أنها اختلفت حسب المكانة الاجتماعية
بالنسبة لزوجة الملك
لعلها من اجمل الثياب وأرقاها تكون دائما من نصيب الملكة أو المقربين من الملك وأهله، فكانت الزوجة ترتدي ثوبا يصل
حتى القدمين وتصل أردانه الى ما فوق المعصمين، مع تزيينه بتطريز خاص، بالإضافة إلى وجود شال عريض مزين
بحلي دائرية الشكل صغيرة الحجم، وينتهي الثوب والشال بأهداب كثيفة ويكون مرتفع على رأسها تاج من
البرونز أحيانا
الزي الاشوري للفتيات الأحرار
كانت هؤلاء الفتيات يرتدين عباءة تبرز وجهها فقط عندما تخرج، وذلك لأنهن بنات لآباء من الأحرار ذوو المكانة والمركز
الاجتماعي.
الخادمات
سافرات كاشفات ولا يحق لهن تغطية الرأس إطلاقا.