قصص مشوقةقصص معبرةمنوعات

لكل بداية نهاية أيامُ ما تبقى من الحياة قصة حياتية

لكل بداية نهاية أيامُ ما تبقى من الحياة قصة حياتية

لكل بداية نهاية أيام ما تبقى من الحياة

 

 لكل بداية نهاية  كل يوم… أجلس في نفس المكان

 لكل بداية نهاية ، تلك الأريكة الرثَة، أعد الثواني المنبعثة

من ساعة الحائط التي تدق رأسي ثل ناقوس الخطر ،

وكلما تزداد الثواني تقل معها الثواني المتبقية لي من الحياة

، وأي حياة هي لم في عمر الثمانين .. وازدادت تسعاً عليها

! انظر حولي لأعيد الروتين اليومي القاتل لأجد تلك القطة

، لأدرك أنها بحاجة للموت أكثر مما أنا أحتاج.

  تلك الستائر ، آه من تلك الستائر ،

لذلك لأرى ذلك العالم الخارجي عبر تلك النافذة المحطمة ،

لكن من أجادل ؟! وكيف عساني أن أرى ضوء الشمس

لذلك من تلك المصانع الضخمة التي ملأت المنطقة

لا بل كيف لي أن أتنفس بعد أن باتت رئتي مصفاةً لتلك الأدخنة السوداء

، التي لم أعد أعرف هل هي مدخنة ؟ أم سحبٌ رعدية.

لكل بداية نهاية أيام ما تبقى


        لذلك لم أعد مثل سابق زماني ، فقد كنت يوماً ما أنظر من النافذة لأرى كل تلك البساتين الشاسعة، وألعب من الصباح حتي المساء دونما تعب ، ولم أر يوماً ما أن الزمن سيأخذ مني كل ما أسعد طفولتي، ويحوله إلى حجارة وأكوام حديد تنتج كل هذه السموم.
يقولون أنها مصانع ! أي مصانع تلك التي لا تصنع إلا الدخان والنفايات، التي أعتقد أنها ذات يوم ستصبح وحشاً يأكل العجائز، التي ليس لها في الحياة أي كائن بشري يكلمها … نعم وبدون خجل ، أقصد نفسي!


         كيف بالشباب أن يمر والسنون تجري مثلما جرت قديماً وجرفت معها زوجي، الذي لم أعرف قبله معنى أن أكون أجمل امرأة في العالم ، لأنه لم يكن في عالمه أي نساء غيري ، آهٍ لو يعود الزمن أو يتقدم لأذهب لحياة أخرى، ألقاه فيها ولو لحظة واحدة، أستذكر فيها كل أيام تلك السنة التي عشناها معاً قبل أن يلقى حتفه أمام تلك الشاحنة اللعينة ، نعم مازلت أذكرها

لذلك لكل بداية نهاية أيام ما تبقى من الحياة

… زرقاء صدئة، يقودها شاب مخمور هارب من قبضة رجل كاد أن يقضي عليه بالبندقية لسرقته شاحنته الصدئة.
وياللغرابة فقد قتلت تلك الشاحنة اللعينة وسائقها الشاب الأحمق، زوجي الذي جعل أعوامي الستة وسبعون بعده جحيماً لا يطاق.


         ما هذا الصوت ؟! أيعقل؟ قد نسيت هذا الصوت كأنه مسح من خيالي ، لحظة من فضلك أيها الزائر، قلت ذلك له لأرتب المكان الذي مرت سبعة عقود ولم أفتح بها الباب لزائر قط، إلا الولد صاحب الدراجة الذي أصبح الآن جداً وأرى خصال حفيده فيه ، فلولاه لما عشت لحظة على قيد الحياة من الجوع.
قلت بحماسة كبيرة : تفضل يا بنيّ … وفتح الباب بصريره المدوي مدخلاً معه غبار السنين، ولم أكن أعلم أن تلك اللحظة ستكون آخر لحظة في حياتي ، فانقضت قبل أن أعرف من بالباب…

*لذلك إن أعجبتك القصة فتفضل بمشاركتها على الفيس بوك : )

قصص,قصة,واقعية,مؤثرة,حقيقية,حزينة,رعب,مخيفة,مبكية,دينية,اسلامية,انبياء,اطفال,الاطفال,معبرة,للعبرة,مسلية,مضحكة,للضحك

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: لا نسمح لك بنسخ المحتوى