Uncategorizedقضايا عائلية

السنة الأولى من الزواج… نظرة إلى الزواج بعيون الواقع!

يعتقد الكثير بأن السنة الأولى من الزواج هي الأفضل، ثم يصاب بالصدمة! فما هي مشاكل السنة الأولى من الزواج؟

 

إن الزواج هو سنة الله في أرضه. والطريقة الطبيعية لتصريف الشهوة. والشعور بالاستقرار والاطمئنان، ولاسيما مع شخص تحبه. معظمنا يظنُ أن توافق الشريكين في الخطوبة هو دليل واضح على استقرارهما بعد الزواج. ولكن للأسف بمجرد زوال انبهار البدايات، والدخول في السنة الأولى من الزواج، يصاب الأشخاص بالصدمة والذهول!

وعلى عكس المعتقد الشائع بأن السنة الأولى من الزواج هي سنة الحب والرفاهية. فهي في واقعيا تعتبر سنة الصدمة! وعنق الزجاجة الذي يمكنك الاطمئنان نسبيا إلى نجاح العلاقة في حال مرورها بسلام ودون طلاق.

معدلات الطلاق في السنة الأولى من الزواج:

ووفقا لبعض الإحصائيات فإن أكثر من 60% من حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج. حيث تسقط الأقنعة، ويظهر تباين الطباع والثقافات. وتتجدد الأولويات وتكثر المسؤوليات. وغيرها من الصراعات التي تهدد استقرار هذا البيت الصغير. لذا سنعرض لك في هذا المقال مشاكل سنة أولى زواج. ومحاولة تفاديها وحلها.

ما هي مشاكل سنة أولى زواج؟

تتعدد المشاكل والصدامات التي تواجه الزوجين في بداية حياتهما. ويمكن تلخيص هذه المشاكل في التالي:

  • اختلاف الثقافات وانكشاف الطبائع.
  • عدم جودة التواصل بين الطرفين(غياب الحوار)
  • عدم الاتفاق على الأشياء المهمة قبل الزواج.
  • تغير الأولويات.
  • مشاكل الإنجاب( سواء بتأخر الحمل، أو باتخاذ قرار تأجيل الإنجاب وما يتبعه من قلق)
  • مشاكل متعلقة بالعلاقة الحميمة.
  • عدم الاهتمام بالتعليم الزواجي في المجتمع العربي.
  • وأخيرا تدخل الأهل.
انكشاف الطبائع وسقوط الأقنعة:

يقولون بأن الحب أعمى. وهذه حقيقة يجب إدراكها جيدا في الخطوبة. فنحن غير قادرين على الحكم على الشريك بشكل صادق. حيث يقف فوران المشاعر وانبهار البدايات عائقا أمام الرؤية الواضحة للعيوب. بل أحيانا نرى العيوب جلية ونتغاضى عنها أملاً في قدرتنا على تغيير الأشخاص أو التكيف مع طباعهم.

وبمجرد الدخول في السنة الأولى من الزواج، تبدأ الأقنعة بالسقوط، والحقيقة بالظهور. وإما أن نصدم بطباع الشخص من الأساس( إما لعدم رؤيتنا لها، أو لأنه بذل الجهد في إخفاءها). أو أن نكتشف حقيقة أن الأشخاص لا يتغيرون. وأن التكيف ليس سهلا كما تخيلنا سابقا.

اختلاف الثقافات والتنشئة الاجتماعية:

من المستحيل أن يوجد شخصان متطابقان في هذا العالم! حتى التوأم الناشئان تحت سقفٍ واحد وبيئة واحدة، بل وشكل متطابقٍ أيضا. فمن المؤكد وجود اختلافات شخصية بينهم. لذا فمن غيرِ المنطقي أن تتوقع من شريكك أن يحمل نفس طباعك. وهو الذي لم ينشأ في أسرتك، ولم يتعرض لتجاربك وخبراتك!

ومن أكثر الأشياء التي توقع الصدام بين الزوجين في سنة أولى زواج هو اختلاف الثقافات. فكل شخص جاء من بيئة مختلفة، وكل عائلة لها طبائعها الخاصة.

والحل:
  • يجب أن نخصص فترة الخطوبة للحديث عن هذه الاختلافات، ووضع حدود واضحة للتعامل معها. وهذا الحل يقلل كثيرا من الصدام، بل إن تقبل وجود الاختلاف بحد ذاته يقلل المشاحنات.
  • في حالة كنت متزوجا بالفعل فيستحسن تخصيص فترات للحوار بينك وبين زوجك، للتوصل إلى أقرب الحلول التي ترضي الطرفين، فمن الصعب أن يتخلى كل شخص عن ثقافته التي كونها عبر الزمن، ولكن من السهل تقريب المسافات.
غياب الحوار الفعال بين الزوجين:

معظم المشكلات التي تهدد استقرار العلاقة الزوجية بشكل عام هي غياب الحوار. وأقصد بالحوار هنا الفعَال منه والذي يهدف إلى فهم الآخر وليس مجرد الجدال لإثبات صحة وجهة نظرك.

ناقش شريكك بهدوء في مشاعرك و معتقداتك، والأشياء التي تحب وتكره. ناقشيه في الأشياء التي لا تعجبكِ واسأليه عن أشهي الطعام بالنسبة له، وهكذا كل تفصيله صغيرة حتى لو تراها مهمشة وغير مهمة. فمناقشة هذه الأشياء في بداية حياتكما، يمهد لعلاقة أكثر استقرارا فيما بعد.

عدم التحدث في الأشياء المهمة قبل الزواج:
  • توزيع الأدوار: تجرفنا المشاعر في فترة الخطوبة والتعارف. فيكثر الحديث عن الحب والغزل ونتناسى الحديث عن الأشياء المهمة. ومن أهم الأشياء التي يجب التحدث عنها هو توزيع الأدوار، مهما كانت صغيرة. فعلى سبيل المثال: يمكن النقاش في من سيقوم بغسيل الأطباق ومن سيرمي القمامة! هذه الأشياء نتجاهلها بحكم أنها صغيرة ثم نكتشف مؤخرا أنها مما يولد الخلاف.
  • الأمور المادية: تسبب الحالة المادية العديد من المشاكل في السنة الأولى من الزواج. إما لضعف الحالة الاقتصادية للزوج الذي يكون في مقتبل عمره. وإما في حالة كون الزوجة امرأة عاملة ولم يتم الاتفاق هل ستساهم في مصروفات المنزل أم لا. أو لاختلاف الطبقة الاجتماعية لكلا الزوجين، فتفاجئ الزوجة بعدم قدرة شريكها على مجاراة المستوى الاجتماعي الذي جاءت منه. لذا يجب مناقشة الماديات جيدا قبل الزواج.
تغير الأولويات:

بعد الزواج تتجدد الأولويات وتولد المسؤوليات، وتضيع الأشياء الصغيرة التي كانت تمتعنا. فمثلا:

  • تناسي الأمور الصغيرة والجميلة: الحياة ليست حالمة كما نتخيلها دوما قبل الزواج. فبمجرد بداية الزواج تسحبنا دوامة الحياة إلى داخلها، فتنسى جوابا غراميا كانت تحبه زوجتك. وتنشغل هي عن تقديم طبقك المفضل كما كانت تفعل في الخطوبة أو في شهر العسل. وتقف ضغوط الحياة عائقا في وجه ضحككما على فيلم كنتما تشاهدانه معا. وغير ذلك من صغار الأمور.
  • قلة الاهتمام بالنفس: يقل الاهتمام بالنفس والعناية بالتزين مع كثرة ضغوط الحياة. مما قد يصيب أحد الزوجين بالإحباط. خاصة إذا كان يرفع مستوى التوقعات قبل الزواج. أو كان تفكيره خيالا حالما.

“لا تبدأ اللعب بالورقة الرابحة!”

في بداية الزواج وفي الخطوبة، يكثر الأزواج والزوجات من استخدام العطور والملابس الجميلة والمبهجة. ولكن بمجرد الدخول في المسؤولية قليلا يقل استخدام كل هذه الأشياء فيتهم كلا الزوجان بعضهما بقلة الحب ونقص الاهتمام!

لذا لا تبدأ بالورقة الرابحة. تزين باعتدال. فنحن مأمورين بالزينة للأزواج، ولكن ابدأ بالزينة المعتدلة في بداية الزواج. حيث لازالت شرارة الحب متوهجة والشغف عالي. وعندما يدب الملل في الحياة الزوجية يمكنكِ استخدام كل الحيل التجميلية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وإضفاء البهجة مرة ثانية على العلاقة.

العلاقة الحميمية:

في وطننا العربي يعتبر الحديث عن الجنس من الأمور المحظورة والمسكوت عنها. و يشكل العامل الجنسي أكثر من 70 % من حالات الطلاق. مع ذلك فالزوجان لا يتحدثان فيه بشكل موضوعي وصريح.

في السنة الأولى من الزواج وقبل الزواج بفترة قصيرة: يدلي الأهل بتجاربهم والتي في الغالب تكون خاطئة وليس لها أي أساس من الصحة. وتستمع العروسة إلى تجارب صديقاتها التي لا تخلو من المبالغة والتخويف ومنافية للواقع أصلا!

وأيضا من أكبر المشاكل في هذه الفترة:

  • الخجل المفرط لأحد الزوجين.
  • الموروثات الخاطئة للأهل.
  • عدم اهتمامنا في الوطن العربي بالتوعية الجنسية.
  • مشاهدة الأفلام الإباحية: والتي تسبب رغبة أحد الزوجين في إقامة بعض الأفعال الشاذة والغريبة. وأحيانا تكون منافية للشريعة!
  • بعض الأمراض النفسية كالسادية والمازوخية.

ويجب الاعتناء بهذه المسألة جيدا قبل الزواج. ويمكنك استشارة طبيب أو أخذ دورات تثقيفية عن التوعية الجنسية من نظرة الواقع والدين. وما يفضله كل من جنس النساء والرجال.

كل هذه النقاط من المؤكد أن تحسن من وضعك في العلاقة، والأهم من كل ذلك هو الحديث مع شريكك عما يفضل ويحب وعما تفضل أنت أيضا. للوصول إلى حلول وسط ترضي الطرفين.

تدخل الأهل :

في سنة أولى زواج لا يستوعب الأهل بأن ابنهم أو بنتهم أصبح كيانا مستقلا بذاته. أو أن الزوجين قادرين على إدارة حياتهما الخاصة وحدهما. فتكثر الزيارات والتعليقات والنصائح. ( في الغالب تكون خاطئة) مما يضايق كلا الشريكين.

يجب وضع حدودا واضحة للأهل والاتفاق معهم قبل وبعد الزواج عن كونهم كيان مستقل. و ألا يتدخل الأهل إلا في حالة طلب النصح فقط.

ويعتبر الزواج فيما يعرف في مصر” بيت العيلة” : أحد المشاكل التي تأد مؤسسة الزواج وتقتلها إن لم يضع الأبناء حدا لذلك. فالزواج يجب أن يحظى بشيء من الخصوصية بعيدا عن تعليقات الأهل.

 

إن تم وضع كل هذه الأشياء بعين الاعتبار. والتمعن فيها قبل الزواج. والبعد عن النظر إلى الزواج بعيون حالمة.  مع النظر إلي الزواج بعيون الواقع. يمكنك أن تجعل سنة أولى زواج أكثر أمنا واستقرارا وأقل صداما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: لا نسمح لك بنسخ المحتوى