قصة اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف رجل كبير
قصة اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف رجل كبير
قصة اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف رجل كبير
قصة اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف في يوم من الايام، أراد رجل فلسطيني كبير في السن،
أن يجدد حراثة أرض منزل له في مناطق القرى الفلسطينية
، ليزرع فيها الفجل ، فتذكر ابنه الوحيد
التي اعتقلته القوات الإسرائيلية منذ وقت قصير.
فهو كان لأبيه مساعدا، أما في الوقت الحاضر
فهو يعيش وحيداً ومعتقلا . فما كان للأب إلا أنه كتب رسالة لابنه
الوحيد، يعبر فيها عن حبه وشوقته في رؤيته،
وتمنيه أن يكون بجانبه ليعاونه في زراعة الأرض.
بعد أيام قليلة تلقى الأب رسالة من ابنه ،
لكي يحذره فيها من أن يحفر أرض المنزل،
لأنه دفن أسلحة له فيها.
بعد ثلاثة أيام، هجم الجنود الاسرائيليون منزل هذا العجوز
، واتجهوا نحو الأرض وقاموا بحفرها للبحث عن الأسلحة
التي جاء ذكرها في رسالة الابن لأبيه،
لكن لم يكن أي شئ في الأرض فخرجوا من المنزل.
قصة اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف رجل كبير
بعد عدة أيام … إستلم الشيخ رسالة أخرى من ابنه، وكان كاتبا له فيها: “الآن يمكنك يا أبي أن تزرع الفجل لأني كتبت في الرسالة هكذا لكي يأتوا ويقلبوا الارض، وهكذا أنا ساعدتك في حراثة الأرض. هذا أكثر شيء يمكنني أن أساعدك فيه، فأرجو أن ترضى عني وإن شاء الله أساعدك في حراثة الأرض العام المقبل. حظا موفقا أبي.”.
كانت الأم جالسة مع أبناءها تساعدهم في مراجعة دروسهم و حل واجباتهم المدرسية، وأعطت طفلها الصغير البالغ الخامسة من العمر ورقة ليرسم عليها ، فلا يزعجها حين تقوم بمساعدة اخوته الباقين في دراستهم.
لكنها تذكرت فجأة أنها لم تطلب من الخدم أن يحضّروا طعام الغداء لوالدة زوجها العجوز التي تسكن معهم في احدى الغرف خارج المنزل في الفِناء، وكانت هي تقوم بخدمتها ما أمكنها ذلك، والزوج سعيد بما تؤديه من خدمة لوالدته، التي لم تكن تترك غرفتها بسبب مرضها الشديد.
أسرعت باحضار الغداء إليها.. وسألتها إن كانت بحاجة لأية خدمات أخرى، ثم انصرفت عنها.
اخـتـر لـنـفـسـك أفـضـل الـغـرف رجل كبير
عندما عادت لتدريس أبنائها.. لاحظت أن طفلها الصغير الذي أعطته ورقة ليرسم عليها كان يقوم برسم دوائر ومربعات، أشكال لم تفهمها الأم فقامت بسؤاله عما يرسم. أجاب طفلها بكل براءة : أنا يا أمي أرسم منزلي الذي سأعيش به عندما أكبر، وبدأ يري لأمه كل مربع و يقول هذا المطبخ، وهذه غرفة الضيوف، و هذه غرفة النوم…
وأكمل بتعداد كل من غرف المنزل، و بقي مربع مرسوما خارج الحيز الذي رسم فيه، فسألته الأم عن هذا المربع فقال لها: “هذه الغرفة التي سأضعك تسكنين فيها كما تعيش جدتي”.
صدمت الأم بما قال لها ولدها، و بدأت تسأل نفسها: “هل سأبقى وحيدة خارج المنزل في الفناء دون أن أحظى بالحديث مع ابني و أولاده، وأتمتع بكلامهم ومرحهم ولعبهم؟ و من سأحدث حينها؟ وهل سأمضي ما بقي من عمري لوحدي بين أربعة جدران؟!”.
أسرعت الأم بمناداة الخدم و طلبت منهم أن يقوموا بنقل أثاث الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، والتي هي أجمل الغرف في المنزل، فنقلوا الأثاث المخصص لغرفة الضيوف للغرفة الموجودة في الفناء، وأحضروا سرير العجوز لغرفة الضيوف..
عاد الزوج من العمل فتفاجأ بما رأى، وتعجب له. فسأل زوجته : “ما السبب في هذا التغيير؟!”
قالت له والدموع تترقرق في عينيها: “إني أختار لي و لك أفضل الغرف وأجملها، إذا كبرنا و عجزنا عن الحركة!”.