قصة كارولين والشاب المسلم تبرهان سمحة الاسلام
قصة كارولين والشاب المسلم تبرهان سمحة الاسلام
قصة كارولين والشاب المسلم تبرهان سمحة الاسلام
قصة كارولين والشاب المسلم قد يعتقد أحدهم أن الحرب القائمة على الاسلام والمسلمين اليوم قد تنجح بطريقة أو بأخرى في الحد من الانتشار الهائل لهذا الدين أو على الأقل تقلل من سرعة ذلك. لكن الواقع يأبى إلا أن يثبت ذلك، فكلما أعلن أعداء السلام حربا أجدّ شكلاً وأكثر عنفا انقلب كيدهم رأسا على عقب وما زاد ذلك الناسَ على الدين الحق إلا اقبالا.
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). كذلك نجد قول اللهِ في زمننا هذا، كيف لا وهو الصالح لكل زمان ومكان.
وما حدث للفتاة “كارولين” إلا غيض من فيض، وُلدت وعاشت وترعرعت في بلدها فرنسا الذي يُعد جزءا لا يتجزء من أروبا، هذه الأخيرة التي شهدت عنها توقعات بعض الدراسات أنها قد تصبح في مطلع 2030 بلدا اسلاميا يفوق تعداد المسلمين به خمسين بالمئة، رغم الهجوم الشرس الذي نشاهده على شتى وسائل الاعلام ويشهده الناس هنالك بأمهات أعينهم.
أصبحت كارولين -ذات القلب الطيب- مبرمجة كالآلة على كره الاسلام من كثرة ما قيل لها عن زور أو جهل حتى ارتسمت في ذهنها فكرة أن كل ما ليس له علاقة بالاسلام نعيم، أما غير ذلك فهو الجحيم.
فإذا شاهدت في الطريق فتيات محجبات استحقرتهن وتفادت الحوار معهن، وإذا رأت رجلا ملتحٍ اشمأزت وانتفرت.
وهذا بالفعل ما حدث لها حينما قُدِّر لها أن تجلس بالقرب من أحد الشباب المسلمين أمام محطة القطار.
الشاب المسلم
منتظرةً القطار، أحست “كارو” بالجوع. فقررت اغتنام وقت انتظار القطار في سحب كيس الكعك الذي بحقيبتها وتناول محتواه والاستمتاع به، فإذا بها تجده بجانبها كأنها قامت بسحبه ووضعه أمامها من قبلُ ولم تتذكر.
تناست الأمر “كارو” وشرعت في فتح الكيس ثم أخذِ حبات البسكويت تلك وتناولها. وإذا بالشاب المسلم الملتحي الجالس أمامها يُوجّه يده داخل الكيس ويأكل مما تأكل تاركا إياها في صدمة من تلك الجرأة التي جعلته يقوم بهذا الفعل الذي لم تكن تتوقعه قط، مستحضرةً في ذهنها كل ما قيل لها عن الاسلام.
تجاهلت الفتاة الأمر مفضلةً مواصلة الاستمتاع بتناول الكعك بسلام. غير أنه أعاد الكرّة، فبقيت حائرة دون حراك ثانية، لكن قررت هذه المرة أن تتركه يأكل عله يتضوّر جوعا أو ما شابه، لتجد نفسها مشارِكةً إياه الطعام.
كارولين والشاب المسلم تبرهان سمحة الاسلام
بقي في الكيس كعكة واحدة، تلك هي فرصة كارولين
التي اغتنمتها كي تقطع الشك باليقين. أرادت أن تتباطأ في أكله
ا لعل الشاب الملتحي يستحي ليتركها لها بسلام
، لكنه أخذ الحبة، ولم يرض تناولها بمفرده، فقرر اقتسامها معها..
انفجرت كارولين غاضبة هذه المرة،
فوقفت وانصرفت من مكانها واصفة مثل هذا التصرف بالوقاحة.
صادفت وصول القطار إلى المحطة فركبت واتخذت لنفسها
مكانا لتستريح أملا في أن تخّلف وراءها
هذا الحدث الذي لم يسبق لها أن عاشت مثله.
التفتت كارو إلى حقيبتها لتفتحها مرة ثانية
وتسحب الأغراض المتعلقة بالقطار، فإذا هي المفاجأة!
وجدت كيس البسكويت الخاص بها كما هو،
مغلَقا كما من ذي قبل لم يمسسه أحد غيرها!
فأدركت أخيرا أنها كانت قد ظلمت ذلك الشاب اللطيف المسالم
وأساءت فهمه بل أساءت التصرف معه، حيث أن الكيس الذي
أكلت منه كان مِلكه، الأمر الذي جعلها تشعر بشديد الندم
على ما فعلت وتفكر في كيفية التصرف بأسرع ما يمكن لكي تلتقيه مجددا وتعتذر له.
كارولين والشاب المسلم سمحة الاسلام
فأراد الله بها خيرا؛ التقت به بالفعل لاحقا وتم الاعتذار،
وتقبل ذلك الشاب اعتذارها بصدر رحب.
كيف لا، وهو ذلك المسلم الملتزم الذي يأبى أن يفرط
في مضمون قوله تعالى:
(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
تلك الحادثة كانت بمثابة البوابة الواسعة
التي قدر الله لها أن تقوم من خلالها بأولى الخطوات نحو الاسلام، وبالفعل أسلمت.
وسواءٌ طال الزمن أو قصُر،
فما قدّره الله لعبده حاصل لا محالة.
فبعد أربع سنوات من تلك الحادثة،
أدى اعجاب تلك الفتاة بخصال الشاب إلى أن تعرِض عليه الزواج.
كيف لا، وقد تيقنت أنها لن تعيش معه
إلا في سلام واطمئنان، فتم ذلك بالفعل.
قصة اقتسام آخر حبة البسكويت تلك،
لذلك لم تنته إلا باقتسام ذلك الشاب المسلم لحياته مع
زوجته المستقبلية كارولين، التي أدركت فيما بعد أنه كان
بمثابة هدية لها ونعمة أنعم الله بها عليها، فأمست
هي رفيقة دربه بعد أن أنار الله لها به
دربَها الذي مآله الجنة، لنسأل لها الثبات.