قصة الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله سبحانة وتعالى
قصة الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله سبحانة وتعالى
قصة الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله سبحانة وتعالى
قصة الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله يحكى أن رجلاً فقيراً يدعي حاتم الأصم، كان ذات يوم جالساً
مع أصدقائه يتحدثون عن العبادات وذكروا الحج
، فتحرك الشوق بقلبه وتمني أن يذهب إلي الحج
، وعاد إلي بيته وجلس مع زوجته وأولاده يناقشهم في ذلك .
فقال لهم ما رأيكم أن أذهب هذا العام إلي بيت الله
لقضاء فريضة الحج ؟ فقالت له زوجته وأولاده
كيف تذهب إلي الحج وتتركنا ونحن كما تعلم لا نملك شيئاً ومن سيطعمنا .
فردت ابنته قائلة: “لماذا لم توافقوا علي سفر أبي إلي الحج؟
إن الله هو الرزاق، هو من سوف يرزقنا، وهو من بيده الرزق وليس بسفر أبي أن يمنع الله الرزق عنا.
اقتنع الأولاد والزوجة علي سفره إلي الحج
، سافر الرجل الفقير وترك لزوجته أموالا تكفيهم لثلاثة أيام،
كان حاتم لا يملك شيئا، بل لا يملك حتى المال
الذي يجعله يسير بين قافلة المسافرين إلي بيت الله الحرام، ولكنه كان يمشي خلفهم.
الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله سبحانة وتعالى
أثناء سفر القافلة أُصيب قائد القافلة التي تتجه إلي بيت الله الحرام بالتعب الشديد فهموا بالبحث عن أحد يعالجه، فتقدم حاتم إلي القائد وعالجه فتم شفاء القائد، وقال له: “إن مصاريف ذهابك وإيابك ستكون علي نفقتي” .
شكر حاتم ربه ودعاه، وقال: “ربِّ كما دبرت أمري فدبر أمور أهل بيتي، وأكرمهم وأرزقهم من حيث لا يحتسبون”.
بعد مرور الأيام الثلاثة علي أهل بيت ذلك الرجل نفدت الأموال، فأصبحوا لا يملكون لا الطعام ولا الشراب، وجاء اليوم الرابع وبدءوا يشعرون بالجوع، من شدة جوعهم كان أولاده يبكون ويلقون باللوم علي أختهم، فهي من أقنعتهم بسفر أبيهم.
لكنها كانت تنظر إليهم مبتسمة وتقول: “أنا أتعجب منكم! لقد تركنا أبي ومعنا الرزاق!”
وبينما هي تتحدث معهم، جاء رجل يطلب منهم الماء لأمير المؤمنين، حيث كان ذاهباً لرحلة للصيد ونفذ الماء منهم .
قصة الفـقـراء المـتـوكـلـين عـلى الله
فرحت زوجة الرجل ورفعت يدها إلي السماء وقالت: “سبحانك ربي بالأمس بتنا جياعاً واليوم يقف أمير المؤمنين علي بابنا يستسقينا” ثم أحضرت إناءا جديدا وملأته بالماء، فشرب منه أمير المؤمنين حتي أستطاب.
فسأل أمير المؤمنين من معه عن هذه الدار تخص من ، فرد عليه أصحابه أنها تخص رجلا فقيرا صالحا ذهب إلي الحج وترك أولاده وزوجته دون طعام، وأننا سمعنا يا أميرُ أنهم باتوا ليلة البارحة دون طعام .
حين سمع بذلك أمير المؤمنين أحل رباطه الذي يربطه علي وسطه، وهو مرصع بالألماس والأحجار الكريمة، وقال لأصحابة: “من يحبني يفعل مثلي، ويحل رباطه”. فحل جميع أصحابه وأعطوها لأهل حاتم الأصم .
بعدها بيوم ذهب إليهم شخص أراد أن يشتري هذه الأربطة، فقام فعلا بشرائها منهم، ثم أعطاهم أموالا جمة ملأت بيتهم، بل تكفيهم حتى مماتهم.
فرح الأولاد، وفرحت الزوجة كثيراً، لكن أختهم كانت تبكي فتعجبوا من بكائها وقالوا لها: “يجب أن تفرحي! لقد كرمنا الله وعوضنا خيراً!
فقالت لهم: “كنا ليلة أمس جياعاً، فنظر إلينا عبد من عباد الله فأغنانا بعد فقرنا …فكيف إذا نظر إلينا رب العالمين” .