الغلام المؤمن قصةحنكة عالية جدا قصة جميلة
الغلام المؤمن قصةحنكة عالية جدا قصة جميلة
الغلام المؤمن حنكة عالية جدا قصة جميلة
لذلك الغلام المؤمن كان هنالك غلام صغير ذو حنكة عالية
الغلام المؤمن ويملك من الحكمة ما ليس فيمن هم أكبر منه سناً،
وقد أرسل هذا الغلام خارج القرية، ليتعلم السحر لدى أكبر السحرة
، فأمضى مع الساحر وقتاً لا بأس به يأخذ منه من علوم السحر
وطرقه العديدة، وفي يوم من الأيام خرج الغلام
لذلك في جولة يتدرب فيها على ما تلاقاه
من سيدهِ من دروس في السحر،
وبينما هو يتجول إذ رأى صومعة فاقترب منها فرأى
رجلا يبدو عليه الوقار؛ فاقترب منه يحدثه فسأله:
لذلك ما هذا المكان؟
فقال له الرجل الصالح: إنها صومعتي التي اتعبد فيها لله، فستغرب الغلام مما قاله
وسأله ومن الله؟
فقال له الرجل الصالح: إنه الله رب كل شيء خالقي وخالقك.
فسأله الغلام خالقي ماذا تعني بخالقي؟
فعرف الرجل الصالح بأن هذا الغلام لا يفقه شيئاً….
لذلك فقال له: أخبرني اولاً من أنت وماذا تفعل هنا؟
الغلام المؤمن حنكة عالية جدا
فقال له: إني هنا أتدرب على فنون السحر
عند كبير السحرة خلف هذه التلة،
وأنا من غلمان القرية المجاورة، فقال له الرجل الصالح:
حسناً يبدو أننا سنصبح اصدقاء،
ما رأيك أن تزورني كل يوم لنتحدث سويةً؛ وسأعلمك
ما عندي من العلم، وصدقني يا بني لن تندم على ما ستتعلمه
هنا أبداً، لكن شريطةَ أن تبقي أمر زيارتك لي سراً
عن سيدك، فوافق الغلام على شرط الرجل الصالح
لِماَ أحس منه الصدق في حديثه،
وهكذا كان يأتي لزيارة هذا الرجل الصالح كل يوم …..
ليأخذ منه ما لدية من علم، وبدأت أفكاره ومعتقداته بالتغير؛ وأصبح صاحب دين وعلم ودراية، ولم يعد يذهب لتعلم السحر لدى الساحر مطلقاً، وفي يوم من الأيام شكا الساحر غياب الغلام لأهله فوبخوه؛ فَردَ عليهم قائلاً: أتكرهون أمر الصلاح وتفضلون عليه الفساد؟؟ ما هذه بعقول بشر افتحوا اعينكم ؛ وانفضوا عنكم غبار الجهل ، وانظروا نحو السماء لتروا وجه الله ، لما سمعوا هذا الكلام استغربوه وجعلهم في حيرةٍ شديدة ، فهذا كلام
جديد لم نسمع به قط وظنوا بأنه سحرا في البداية ، ولكنهم رأوا بأنه لا يشكوا علة ، ثم ظنوا بأنه يعاني من المس فعالجوه ولم تظهر عليه أعراض المس، كان كلام الغلام عن الله يهز قلوبهم ؛ وكان مع مرور الوقت ينجذب إليه كل من سمعه من كبار السن والصغار ، حتى ان العقلاء صاروا من جلسائه ، وصار له الكثير من المحبين ؛ وصار أمر الغلام حديثا يجوب أنحاء القرية، بل أنه وصل للمدينةِ حتى سمع به الملك وكان الكهنة والسحرة
الغلام المؤمن حنكة عالية جدا قصة
يحذرون الملك من سحر هذا الغلام الذي تفوق على جميع السحرة ، وأصبح له مريدين وأتباع يشكلون خطراً على مكانة الدولة والملك ، وأشاروا على الملك باستدعاء هذا الغلام ليرى في أمره ويبحث عن طريقة يأمن بها شره ومكره ، وبالفعل قام الملك بطلب الغلام ليمثل أمامه ، وجاء الغلام المؤمن ليمثل أمام الملك ، وكان قد امر الملك بحشد الناس ليشهدوا كيف أن هذا الغلام كاذب وسيكشف كذبة ويعاقب على رؤوس الأشهاد
ليأخذوا مما سيحدث له العضة والعبرة، وقد احاط الملك نفسه بكهنته وسحرته ليستمعوا لكلام هذا الغلام فسأله الملك من أنت، ولما تزعم بأن هناك إله في السماء يملك كل شيء في هذا الكون؟ فرد عليه الغلام قائلاً: أنا عبد الله؛ اتعلم ايها الملك من هو الله؟ وأين هو وكيف هو؟ قطعاً بأنك تجهل كل هذا فمن أين لمثلك أن يعلم؟ فنهره الكهنة وأمروه بأن يتحدث مع الملك باحترام، فلا شيء يخفى عنه، وتعجبوا من جرأته في قول مثل هذا الكلام للملك، فرد عليهم قائلا لهم: الحق اقوى من أي شيء، وسأل الملك قائلاً حسنا أخبرني من هو الله وأين هو؟ ما دمت تعرف كل شيء!
التفت الملك للكهنة متسائلا ويبدو على وجهه طلب التفسير عما سأله عنه الغلام، ولكن الكهنة عجزوا عن الجواب.
فتبسم الغلام قائلاً أنا اخبرك، الله هو ربي وربك وربكم اجمعين مالك كل شيء ومدبر تفاصيله خالق الكون، ومكانه في السماء وعرشه على الماء، نورا على نور، لا يرى ولا يسمع الا برسل وانبياء، صاحب قدرة لا تماثله قدرة ولديه من العظمة ما لا تملكه كل ملوك هذه الارض، هذا هو الله في وصفه ولواني لم اوفه حقه ولكني ارى أن ما سمعتموه يكفيكم، بهت الملك واعوانه مما سمعوه ولم ينطقوا بحرف وبقوا واجمين.
الغلام المؤمن حنكة عالية جدا قصة جميلة
لكن الملك قد اغتاظ غيضا شديداً من الغلام، وهاله امره وخاف من أن يسحب عليه ملكة من بعد ما رآه وسمعه منه وما رآه وسمعه منه الناس، فامر بحبسه حتى يحكم في أمره وحبس الغلام، وتفرقت الجموع في حيرة وتسأل عما سمعوه من ذلك الكلام وازداد الهرج والمرج في المدينة وازداد خوف الملك من استشراء الأمر فأمر بإحضار الغلام امام الناس وجمع الناس ونطق الملك حكمة بقتل ذلك الغلام الساحر، وعندما جاءوا لتنفيذ الحكم لم يتمكنوا من قتل الغلام ولم يمت باي طريقة استخدموها لقتل ذلك الغلام،
لذلك فقد قاموا بقذفه من شاهق؛ فلم يمت، ثم قاموا بإغراقه ولم يمت ايضاً، حتى فشلت كل محاولات قتله ، ولما تبدى عجز الملك عن الإضرار بالغلام ؛ قال له الغلام : سأدلك على طريقة تمكنك من قتلي ، فهي كلمة إن قلتها ستمكنك من قتلي فعلاً فقل: (بسم الله رب هذا الغلام ) فقط ، وبالفعل اخذ الملك سهماً وقد تم ربط الغلام في جذع الشجرة امام اعين الناس وصاح الملك قائلا بسم الله رب هذا الغلام ،واطلق السهم فستقر في صدر الغلام ومات فعلا ، ولكن موت الغلام كان بالنسبة له حياة فقد ذهل الناس مما رأوا وعلموا فعلا بان الله هو مالك امر كل شيء ، فصدقوا كلام ذلك الغلام واهتدى منهم المئات بل الآلاف بعد موته الذي كان رسالة أداها وبسببه انتشر الهدي بين الناس بعد أن كانوا يرفلون في سبات الضلال.
تم بحمد الله…