الام وابنها المراهق ” تحديات وحلول تواجه علاقة الأم بابنها
الام وابنها المراهق
الام وابنها المراهق قضية تؤرق الكثير من الأمهات حينما تلاحظ أن ابنها بدأ يكبر ويفهم، فتحتار الأم كثيرا فتتساءل دائما ما هي الطريقة الصحيحة التي أتعامل بها مع ابني المراهق.
الامومة هي الشيء الذي يحول الانثى العادية الى جنة، وهي المرحلة التي ترهق الامهات في الوصول اليها،
فتعاني في الحمل والولادة معاناة على صعوبتها وقسوتها الا انها تستعذبها , لا بل ولا تتردد في تكرارها مرات اخرى فهي تشعر بأن الثمن بخس مقابل حصولها على
قرة عين يملأ عليها حياتها ويكملها وتكمله. وتمر علاقة الام بطفلها بعدة مراحل تبدأ بطفولته وما يرافقها من
لحظات متعبة وسعيدة، تبدأ فيها الام في تربية طفلها وبناء شخصيته، ويكون الطفل في اغلب الحالات شديد
التعلق بوالدته ومعتمد عليها بشكل شبه كامل، لذلك تعتاد الام على قرب صغيرها منها وقوة الروابط بينهما.
مرحلة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة
ولكن الوليد لا يبقى وليد والطفل لا يكمل مسيرة حياته طفلا، لا بد من الانتقال نحو مرحلة اخرى فهذه هي
الحياة، يبدا الطفل بعد مرحلة الطفولة بمرحلة المراهقة وهي من اشد المراحل حساسية في حياة الابناء،
فهي حلقة الوصل بين الطفولة والشباب وتتسم بعدد من التغيرات الجسدية والنفسية على الطفل مما يجعله
أكثر حساسية ورغبة في الاستقلالية.
وهنا تبدأ علاقة الام وابنها المراهق حيث تستقبل بعض الامهات هذا التغيير في اطفالهن بصدر رحب وبتفهم كبير
وبتقدير لما يمر به بينما تعجز الاخريات عن فهم سبب تغيير طفلها، وتبدأ بالبحث عن الاسباب دون ان تتقبل انه كبر وحسب. ان واجب الامهات في
قيادة اولادهن الى حياة شابة سليمة تتجلى في هذه المرحلة، فالابن بحاجة الى الاحتواء والطمأنينة وعليك
ان تغيري بعض من استراتيجياتك في التعامل معه.
ان الرغبة في الانفصال عن الاهل، والانفراد بالآراء هي أكبر مميز لهذه المرحلة، ويجب على الام ان تكون
حكيمة في هذا الجانب فلا تمنع ابنها من ان يحظى ببعض الحرية وفي نفس الوقت لا تغفل دور مراقبته
ومحاسبته في حال الخطأ، فأيضا الرغبة في خوض غمار الحياة والقيام بالمغامرات يشتعل في داخل الابن
مما يزيد احتمالية وقوعه في المشاكل والانحرافات.
كيف تكون علاقة الام وابنها المراهق صحيحة
وهنا على الام ان لا تشعر الابن بأنه مراقب او بأن الخطأ ستكون عواقبه وخيمة، او حتى ان تكرر معاقبته
بحيث يعتاد على العقاب ويتحول من وسيلة لتقويم سلوك الابن الى وسيلة تزيد من عناده وتمرده. بل
على الام ان تقوم بدورها هذا بشيء من الذكاء،
فتحاول ان تضع للابن خطوط عريضة وان تنمي لديه القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، بحيث يكون فعل
الصواب نابع عن رغبة داخلية وقناعة تامة بالتالي تضمن الام ان ابنها قادر على التصرف بالشكل الصحيح
دون ان يشعر بالإكراه او الارغام. وفي حالة الخطأ يجب ان تحاسبه بحزم وتجنب العقاب اللفظي او البدني
القاسي، فهو بالنهاية بشر وكل البشر يخطئون ويصيبون وحتى الام نفسها.
حاولي ان تقومي بدور الصديق بين الحين والاخر، ان الاهل القادرون على معاملة اولادهم كأصدقاء هم الكثر
قدرة على تفهمهم وبناء علاقة متميزة معهم. معظم المراهقون يسعدون برفقة الاصدقاء و لربما أكثر من
العائلة فهم بحاجة الى التعبير عن دواخلهم بشيء من الحرية المطلقة , و عدم التفكير بالعواقب
بالإضافة الى وجود الاهتمامات المشتركة معهم , لذلك لا بأس ان تقومي بالحديث بشكل اقل رسمية مع طفلك
المراهق بين الحين و الاخر و ايضا ان تشاركيه بتجاربك و مغامراتك انت ايضا عندما كنت مراهقة حتى لا يشعر
بالغربة , عندها سيشعر أن ما يمر به هو أمر طبيعي و لن يخجل من اطلاعك على عواطفه و اسراره ,
و ايضا لا بأس بأن تشاركيه بعض الاهتمامات مثلا اذهبي معه لمشاهدة فيلم في السينما و اسمحي له باختيار
الفيلم و ان لم يعجبك تذكري بأن اهم شيء هو الاحتواء , عندها ستشتد العلاقة بينك و بين ابنك و سيعود قريبا
منك كما اعتدتي عليه عندما كان اصغر سنا .
مقترحات وحلول ل علاقة الام وابنها المراهق
من الجوانب ايضا التي يجب عليك مراعاتها عند التعامل مع ابنك المراهق، هو ان تحاولي ان تشغلي اوقاته
بالنشاطات المفيدة والتي تبني شخصيته وتصنع منه رجلا بعد سنوات، فهذه الفترة لها تأثير كبير على نمط
شخصية ابنك في المستقبل.
عوديه على استثمار وقته بالطريقة الامثل ولا أعنى هنا ان تجبريه على عيش حياة نمطية وتضعي له جدول
مفصل بالحرف والدقيقة فهذا لن يجدي، لأنك عندها لن تعوديه الا على عادة التهرب من المسؤولية ببراعة،
إذا كيف استثمر وقته؟
حاولي ان تكتشفي مهاراته ومواهبه وتنميتها وصقلها، مثلا كان عنده اهتمام بالرياضة حاولي ان تعززي من
هذا الاهتمام ودعمه وتشجيعه على ممارستها في اوقات فراغه، عندها ستضمنين ان ابنك يقضي اوقاته
بشيء يمتعه ويفرغ طاقاته، ويشعر بالدعم والتشجيع منك وهذا وان بدا بسيطا الا ان أثره كبير جدا في جعل
العلاقة بينكما متزنة وهادئة.
وفي النهاية ان المسؤوليات الملقاة على عاتق الام كبيرة فهي ليست مطالبة فقط بأن تهتم بكافة شؤون
الابن وتوفير كافة احتياجاته، بل هي مطالبة ايضا بأن تعرف كيف تتعامل مع ابنها في كل مراحله العمرية وان
تحافظ على العلاقة متزنة وجيدة بينهما، وبقدر ما تحرص على ذلك فإنها لن تقوم بواجبها ومسؤوليتها فقط بل
وستحصل على من يسندها ويقف الى جانبها في المستقبل، وعلى من تلمع عينيها بعد سنوات وتقول بكل
فخر ” هذا ابني “.