الازياء الشعبية المصرية جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي الذي طالما افتخر به الشعب المصري كغيره من الشعوب التي
تعتز بتراثها وتحافظ عليه على مر العصور، فما هو الزي الشعبي وماذا كانت ترتدي المرأة المصرية والرجل المصري منذ
القدم.
للتعرف على الازياء الشعبية المصرية ينطرح عدة أشياء في هذه المقالة عليك متابعتها الى النهاية والاستمتاع بالقديم التراثي الذي يختلف تماما عما هو موجود الآن ولعلك تستمع إلى مسميات لم تسمعها من قبل هيا بنا لنبدأ.
كانت المرأة المصرية في قديم الزمان يتم التعرف عليها من خلال الرداء الذي ترتديه، حيث كان لكل منطقة الزي الشعبي الذي يميزها عن غيرها من نساء المناطق الأخرى،فنجد مثلا لبس المرأة الصعيدة كان يختلف عن المرأة التى من بحري
أو بور سعيد… لذا فإنه يعد من ضمن العادات والتقاليد السائدة في المجتمع والتي كانت جزء لا يتجزا عن الحضارة
والتاريخ والعراقة للشعب المصري العريق والحضارة الفرعونية.
هل ظلت الازياء الشعبية المصرية متشابهة على مر العصور السابقة
لا يمكن أن يكون هناك استمرار على نفس الزي الشعبي لفترة طويلة من الزمن فكما أنه كان هناك اختلاف بين
المناطق والمدن المصرية بين الازياء التي كانت ترتديها المرأة كذلك كان هناك اختلاف على مر العصور في الازياء
الشعبية، ولكن يمكن القول أن هناك فترات من الزمن حاول المصريون سن قانون يوجب على الناس توحيد الزي
الشعبي كالطربوش ولكنه سرعان ما انتهى مع انتهاء الدولة المملوكية.
ويشار إلى ان الرئيس المصري سابقا انور السادات حاول ان يقترح زيا رسميا شعبيا وكان عبارة عن بدلة ضيقة
مصنوعة من الكتان بجيوب كبيرة ولكنها كسابقتها اختفت أيضا.
الأزياء الشعبية للرجل المصري
ان أزياء الرجال تختلف أيضا بحب المنطقة التي يتواجد بها، فلو بحثت عن منطقة الدلتا والازياء التي تميز بها الرحال
لوجدتها تمتاز بالبساطة الشديدة، وارتداء الجلابية الواسعة أو ما يعرف بالجلباب ويكون تحته سروال من القطن، طويل
نوعا ما وواسع؛ لكي يسمح بالحركة والتنقل بسهولة ويسر أثناء العمل في فلاحة الارض أو غيرها من الأعمال ووسطه
دكة.
ولعلك تتساءل الآن هل الأزياء التي يرتديها في العمل هي الملابس ذاتها في أوقات الراحة أو المناسبات،… بالطبع لا
فعلى الرغم من تشابه التصميم والشكل إلا أن طريقة ارتداء الجلباب يختلف بحيث يضع على كتفه عباءة أو لاسة ويلبس العمامة على رأسه.
ان ملابس الرجل المصري أو الفلاح المصري، لا تختلف ملامحها العامة من منطقة إلى اخرى، فلو سألت عما كان
يرتديه الفلاح في الدلتا أو فلاح 1ىخر في الوجه البحري، تجد الإجابة أن الملامح العامة لم تختلف فالملابس الداخلية
عبارة عن سروال واسع يشد حول وسطه بتكة طوله يصل القدمين هذا في بحري، وإذا ذهبنا الى الفلاح في الدلتا نجد سرواله يصل الى ما قبل الركبتين وله فتحة واسعة مستديرة حول العنق مصنوعة من القماش السكري اللون ويسمى
الدمور او البلان الابيض .
بالإضافة الى الصديري او الجلباب في الدلتا، وبغير اوقات العمل جلباب بلدي من الصوف وعباءة تطرح فوقه وحول عنقه
شالا او لفحة صوفية او حرير لاسة وعلى الراس العمامة واللبدة ” الطاقية”
الأزياء الشعبية للمرأة المصرية
لعل الأزياء النسائية أبرز ما يميز الازياء الشعبية في اي حضارة من الحضارات وذلك بسبب ما تتميز به المرأة من الذوق
الرفيع والاهتمام بأناقتها وثيابها التي تزينها بالنقوش لتبرز جمالها وأناقتها لتجذب من حولها.
والزي الشعبي المصري للمرأة كذلك تنوع وتميز تبعا للمرحلة التي مرت به والبيئة والمنطقة الجغرافية والمكانة
الاجتماعية أيضا، فلا يمكن لامرأة صعيدية مثلا أن ترتدي نفس الثياب التي تلبسها فتاة القاهرة أو بور سعيد، كما
ان ملابس الفلاحة تختلف عن البدوية عنها المدنية ايضا، فكل يسير حسب عاداته وتقاليده التي عاشها ويعيشها.
فاذا جئنا الى المرأة البدوية نجد ثوبها من حيث اللون تطريزة الصدر باللون الاحمر، والأكمام كذلك، أما باقي الثوب فيتميز
بلونه الأزرق أو ما يعرف بالأشهب وقد تراه باللون الأحمر عندما تنجب المرأة وتصبح أما، أو تقوم بإضافة اللون الأحمر
على التطريز باللون الأزرق، دلالة على أنها أصبحت متزوجة.
ولعلنا نجد الاختلاف الواضح بين ما تناولناه من ملامح الازياء للمرأة البدوية عن المرأة الفلاحة المصرية، فالفلاحة تنوع لبسها بين قسمين احدهما للبيت وللحقل الذي كانت تعمل فيه، أما الآخر فكان عبارة عن الثوب الذي ترتديه في المناسبات والأفراح الشعبية والأعياد السعيدة.
ترتدي في البيت الجلباب القطني المزين بالنقوش ذات الالوان الخلابة الجميلة والاكمام الطويلة، حيث تتميز بتكسيمها من ناحية الصدر، ويتسع بدون أن يضيق الوسط، ولكن نلحظ بعض الثياب التي وجدنا صورها على الانترنت بأنها مزينة بشكل جميل بألوان جميلة هي التي تميز ثوب العمل عن ثوب المناسبة ولكن التصميم لم يختلف كثيرا وكذلك الخطوط الرئيسية متشابهة، كما ويغلب اللون الاسود على ملابس الخروج من البيت بالغالب.
بالإضافة إلى ان الفلاحة ترتدي اللباس الذي يكون فيه لمعة براقة مطرزة بالخرز الملون، والخيوط اللامعة، واستخدام المرأة القروية للمنديل المثلث الشكل أو ما يعرف بأبو أوية على رأسها
ما هو الزي الذي تميزت به المراة الصعيدية قديما؟؟
من المعروف ان محافظات الصعيد المصري تعددت وكثرت وكان من بينها محافظة بني سويف، والفيوم، والمنيا، وأسيوط وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، وكان لباس المرأة المعروف خارج البيت عبارة عن جلباب اسود اللون فوق الثوب المنزلي، أما نساء إسنا، ثياباً تشبه الجلباب البلدي الطويل المعروف باسم (القفطان)، ونساء الأقصر (الجبة)، وفي بني سويف والمنيا ترتدي النساء (الملس)، وهناك لباس آخر على شكل منتصف دائرة ويسمى (شقة)، وتستخدم (البردة) في أسيوط، والتي تصنع بشكل يدوي من الصوف الأسود، وهناك، أيضاً، (الحبرة) المصنوعةالحرير أو القطن.
ما هو اللباس الشعبي الذي تميزت به نساء القاهرة ؟؟
لعل المرأة في القاهرة والاسكندريةاختلفت في ملابسها عن الفلاحة والبدوية في المناطق المصرية الاخرى فلقد
اشتهرت نساؤها بارتداء الملاية اللف السوداء علي ما ترتديه من ملابس مع لبس (اليشمك) علي الوجه (البرقع)
وكان ذلك دليلاً على بنت البلد الشهمة.
والسيدات اللواتي بلغن من العمر عتيا كانت ترتدي منديلا يعرف بأبو اوية، ولكن اختفت هذه الملاءة مع التطور والتمدن الذي أصبح غالبا علي الحياة في مصر.
ان الازياء الشعبية المصرية كغيرها من الاشياء التي ظهرت وتأثرت بالتطورات والحضارات التي جاءت مرحلة بعد مرحلة، وقد تأثر الزي الشعبي كثيرا فلم يعد هناك من يرتديه الا القليل جدا من النساء في صعيد مصر وبعض المناطق التي تحافظ على التراث ولم تستغني عنه.
للمزيد اقرأي مقالة بعنوان الازياء في العصر القبطي