” الازياء الشعبية ” للمرأة العربية في بلاد الشام ودول الخليج
الازياء الشعبية
الازياء الشعبية للمرأة العربية تعد الجزء الأبرز الذي يعبر عن ثقافة البلد وتراثه الخالد، والذي يبرز ويكشف عن
الكثير من العادات والتقاليد التي كانت متبعة آنذاك.
ولعلك تتساءلين عن التزياء الشعبية التي كانت ترتديها المرأة في البلاد العربية، وهل هي متشابهة في جميع
البلدان أم أن لكل بلد ما يميزه، وهل ما زالت النساء ترتدي هذا الزي الشعبي أم أن الأمر تأثر مع التقدم الحضاري
والتطور الذي وصل إليه العالم،
حيث طال التغيير الكثير من الجذور التي كانت بالغة العمق وتخلى عنها الناس ليتابعوا التطور ويواكبو الحضارة ليس
كرها بها ولكن هم يعتزون بالزي الشعبي.
ان الشيء المؤكد والمعروف أن الازياء الشعبية مختلفة حسب البلد العربي كما أن هناك أسماء وخامات وألوان
مختلفة، ولعلك تلاحظين مثلا في بعض المناسبات الوطنية في الدول العربية النساء تحاول أن ترتدي الزي
الشعبي الأثري وما هذا إلا اعتزازا وتباهيا به.
وهناك العديد من الدول قد بدأت الازياء الشعبية تزوي وتندثر؛ نظرا للتطور والحضارة الذي وصلنا الية في وقتنا الحاضر،
حيث أصبحت العديد من النساء يبحثن عن الموضة والجمال، دون الالتفات إلى الآثار، وقد تكتفي النساء الكبيرات في بعض المناطق العربية بارتداء الزي الشعبي، حفاظا على العادات والتقاليد والتراث.
وفي هذا المقال سأقوم بأخذك في جولة للتعرف على الأزياء الشعبية في العديد من البلاد العربية وما هي هذه الملابس.
الازياء الشعبية في بلاد الشام
الزي الشعبي السوري
ان كنت ترغبين بمعرفة الزي الذي كانت ترتديه النساء السوريات قديما والذي يعد جزءا من التراث الشعبي نجد البنجق، والخمار، والملاءة السوداء،والعباءة السوداء الطويلة
كما يعد ثوب المردن الحريري الطبيعي من أجمل ما ارتدته المرأة السورية، بالإضافة إلى سترة نصفية فوق الثوب
وسروال فضفاض واسع من القطن الخفيف ومطرز بأشكال جميلة وجذابة، والقفطان الكلاسيكي.
أما عن ألوان الزي الشعبي السوري فقد تميزت بالالوان الحارة كالأحمر القاني والأخضر…
ولعل السؤال الذي يخطر في بالك الآن هل هناك نساء ما زالت ترتدي الزي الشعبي في سوريا، الاجابة لا فقد
أصاب هذه العادة التراجع مع مواكبة التطور، ولكن لا ينعدم وجودها في بعض المناطق الريفية والتي تعتز بتراثها.
الزي الشعبي اللبناني
لعلك تودين التعرف على الازياء التي كانت ترتديها المرأة العربية اللبنانية، والتي كان من أهمها السروال الواسع والكنزة الطويلة كزي تقليدي، تطور بعد ذلك ليصبح عبارة عن عباءة لا يكتمل ارتداءها الا بوضع الاكسسوارات التي تزين المرأة
ولكن هذا الزي أصبح الآن قليل الظهور أيذا نظرا لرغبة الفتيات الأصغر سنا في مواكبة الموضة والأزياء الجديدة ، ولكن لو سألتني هل انعدم لبس الزي نهائيا أجيبك لا؛ لأن هناك بعض المناطق الجبلية التي ما زالت المرأة اللبنانية ترتدي هذا الزي
أيضا لو نظرت إلى الحفلات الوطنية وحفلات الزواج نجد العديد من السيدات محتفظات بارتداء الزي الشعبي اللبناني.
الأزياء الشعبية في دول الخليج العربي
تعتبر منطقة الخليج ىالعربي من المناطق التاريخية العربية وقد ارتبطت أزياءهم بطبيعة البحر من حيث الألوان الجميلة والشكل الفضفاض، حيث ساهم الزوق الإنساني في صناعة الخطوط والتفاصيل واللمسات الجمالية وهذا هو الأبرز في
الأزياء النسائية
ولعل المرأة الخليجية هي أكثر النساء الخليجيات حفاظا على ارتداء الثوب التراثي والذي ما زال حتى يومنا هذا،
ولعلك تتساءلين الآن ما هو السبب الذي جعل المراة تحتفظ بالزي الشعبي الخليجي، أقو لك إن اهتمام المرأة
بخفة الخامة وبتجانس الألوان , وبدقة ضم الشرائح إلى بعضها ،بالإضافة إلى التطريز الجذاب , جعلت الثوب
الشعبي محببا لأجيال عديدة حتى يومنا هذا , مميزا ويلفت النظر من بين أزياء شعوب العالم كافة .
تشترك دول الخليج في معظم الأزياء التي تتميز بها المنطقة , وتتميز الأزياء الشعبية للمرأة في دول الخليج
العربية بخصائص تصب كلها في منبع واحد، تشمل طريقة لبسها وألوانها بالإضافة إلى زخرفتها وتفصيلها مع
وجود العديد من الفروقات البسيطة التي لا تؤثر على النمط العام لها ,
وأقول لك عزيزي القاريء أنه يمكن اعتبار أزياء منطقة الخليج كلها زيا واحدا أهليا؛ وذلك للتقارب الشديد فيما بينها، مع وجود فروقات محلية بسيطة كاللون والتطريز وهي ليست بالفروقات الواضحة.
ما هي مميزات الازياء الشعبية النسائية في دول الخليج:
إن أهم ما يميز الأزياء الخليجية هي القماشة التي تصنع منه، حيث أن المفضل لديهم هو الحرير الطبيعي والصناعي
على حد سواء، والملون السادة والملون المنقوش.
لم تكتف النساء بحب الحرير فقط احتل القطن المرتبة الثانية في تفضيل الخامة التي يصنع منها زي المرأة، وجاء الصوف في المرتبة الثالثة بالأخص في العباءات وبعض الثياب الأخر بالغضافة الى العديد من الأقمشة التي كانت تستورد من الصين والهند وإيران ومصر وسوريا.
واذا تساءلت عن الألوان المستخدمة في الثياب التقليدية فان اللونين القرمزي والبنفسجي على رأس الألوان المفضلة
ثم اللون الأزرق بدرجاته المختلفة، والأحمر والأخضر
بالاضافة الى استخدام اللون الأسود في الاحجبة والعباءات , وتفضل الألوان السادة لثياب المناسبات , والتي يكثر عليها التطريز , أما الثياب اليومية فمنها الألوان السادة والمنقوشة بألوان زاهية،
كما أن لبس السيدات الكبار لا يختلف كثيرا عن الشابات، وبرز دور المرأة البدوية في الصحراء في اختيار الألوان
الجذابة كما برعت في التنسيق بينها في أشكال متداخلة.
التطريز
ان ثوب المرأة الخليجية مهما كان بسيطا فإنه يطرز بكثرة ويغطى التطريز معظم الثوب من الأعلى إلى الأسفل بطريقة عمودية، وكذلك الأكمام الواسعة والظهر وبقية أجزاء الثوب الذي تتناثر عليه الزخارف بأشكال متباعدة متناسقة , وتعد ثياب المناسبات هي الأكثر تطريزا من الثياب الأخرى , وتقتصر الزخارف حول حافة الرقبة وعلى الصدر وحافة الأكمام.
ما هي الخيوط المستخدمة بالتطريز
التطريز هو “ التخوير “ أو “خوار” و“كورار “ والخيوط المستخدمة في التطريز هي خيوط معدنية وتسمى بخيوط “الزري” , والخيوط المعدنية الصفراء الذهبية “خيوط الذهب” , بالإضافة إلى الخيوط المعدنية البيضاء الفضية ” التلى ” وخيوط الحرير الاصلى و“البريم ” بالإضافة الى الخيوط الصناعية “النايلون” ذات الألوان البراقة والأسعار الرخيصة كبديل للخيوط المعدنية والحريرية التقليدية الغالية الثمن.
لمزيد من المقالات عن الازياء اقرأ المقالة التالية بعنوان الأزياء في العصر القبطي ما بين الأصالة والعراقة