قصة الرجـل الفـقـيـر الغـني حكيم يعيش فى كوخ
قصة الرجـل الفـقـيـر الغـني حكيم يعيش فى كوخ
قصة الرجـل الفـقـيـر الغـني حكيم يعيش فى كوخ
قصة الرجـل الفـقـيـر الغـني في كوخ يقع على قمّة عاليةٍ من القمم المعلّقة
بين السّماء والأرض، كان يعيش رجل حكيم يدعى إبراهيم،
لذلك إنقطع إبراهيم عن النّاس والمدينة ليمضي وقته في الصّلاة
والتّأمّل وإسداء النصائح لمحتاجيها، مستعيناً
بالخبرة التي أكسبته إيّاها الحياة.
لذلك ذات مرّة، وفي أثناء توجهه إلى الغابة المجاورة لكوخه،
حيث كان يمجّد الخالق ويتأمّل الطّبيعة،
لذلك شاهد إبراهيم رجلاً حسن المظهر، يبدو الفرح على وجهه
، فسأله : ما سرُّ بهجتك البادية على محيّاك؟
الرجـل الفـقـيـر الغـني حكيم يعيش فى كوخ
لذلك رد الرجل : سرُّ بهجتي أنّ الله له الحمد دائماً
قد وفّقني في كلِّ ما قمت به من أعمالٍ تجاريّة ومشاريع،
فأصبحت غنيّاً جدّاً !.. قال إبراهيم : بوركت يا رجل،
لذلك فأنت تشكر ربّك على عطاياه ولا تنسى فضله عليك،
لذا تراه يضاعف لك نعمه وبركاته ! تابع إبراهيم سيره،
فشاهد رجلاً فقيراً، رثّ الثِّياب، طويل الشّعر، فسأله
لذلك ما سرّ فقرك وسوء حالك؟ قال الرجل الفقير
: سرّ فقري أنّ الله لم ينعم عليَّ بأيِّ شيء
! لم أعرف يوماً طعم السّعادة أو الرّاحة أو الغنى !
.. قال ابراهيم : تضرّع إلى الله يا رجل، فهو واهب كلِّ نعمةٍ وبركة !.
رد الرجل الفقير :
لذلك ولماذا أفعل وأنا لم أنل شيئاً من تلك النّعم والبركات
حتّى الآن؟ قال إبراهيم : صلِّ واشكر ربّك على ما وهبك إيّاه !
.. أشكر ربّي على ما وهبني إيّاه؟ هو الشّيء الّذي أشكره عليه؟
ثيابي البالية أم حالي المدقعة أم حياتي المبكية؟ إعلم أنّي لا أشكر قبل أن أنال !
إستأنف إبراهيم سيره وهو يفكّر في هذين الرّجلين اللّذين صادفهما
: الرّجل الغنيّ الذي يعتبر الله سبباً لغناه وسعادته ونجاحه فيحمده،
والرّجل الفقير الذي يجعل ربّه مسؤولاً عن فقره وتعاسته فلا يحمده على الإطلاق
، في هذا الوقت، قرّر الرّجل الفقير أن يهبط إلى المدينة، علّه يتمكّن من تحسين وضعه المزري.
الرجـل الفـقـيـر الغـني حكيم يعيش فى كوخ
لذلك في المدينة، كانت دهشة الرّجل الفقير عند رؤيته واجهات المحلاّت وأضواءها، كبيرة، فازدادت نقمته على فقره. وفيما هو يمشي، سمع صوتاً يقول : من مال الله أعطوني يعطكم الله… إلتفت الرّجل الفقير ليرى مصدر الصّوت، فإذا به يجد رجلاً أعمى
يحمل قبّعة فيها قليل من المال الّذي تبرّع له به بعض من أشفق عليه من المارّة، فتابع طريقه متذكّرًا الهدف الّذي من أجله نزل إلى المدينة. فجأةً، وجد نفسه أمام رجل كسيح قاعدٍ على كرسيٍّ نقّال، يصرخ : ارحموني يرحمكم الله… ساعدوني…
فركض الرّجل الفقير بسرعة حتّى أوقفه التّعب أمام حديقةٍ عامّةٍ فدخلها وجلس على أحد المقاعد وعاد إلى نفسه، وراح يفكّر في الحياة وقيمتها إذا عاشها وهو أعمى أو كسيح، فوجد أنّه ليس فقيرًا كما كان يظنُّ، بل هو غنيٌّ بعينيه ويديه ورجليه ولسانه أي بصحّته وسلامة جسده، وهاتان لا ثمن لهما. في تلك اللّحظة، توجّه الرّجل الفقير إلى ربّه شاكراً إيّاه على نعمة الصّحّة، وقرّر أن يتوب عمّا قاله في السّابق . وعندها شعر أنّه صار إنساناً آخر، وصمّم على التّفتيش عن عمل يحسّن به حاله، فغادر الحديقة العامّة.
لذلك بينما كان الرّجل الفقير يسير في أحد الشّوارع المكتظّة بالناس، سمع صوتاً يصرخ من بعيد : أوقفوا اللّصّ ! لقد سرقني.. ألنّجدة.. إلتفت الرّجل الفقير بسرعة، فوجد شخصاً مقنّعاً يمرُّ بجانبه راكضاً، وفي يده كيس كبير، فأمسك بالرّجل الذي حاول عبثاً الإفلات منه، وكان عدد من المارّة قد تحلّق حول السّارق والرّجل الفقير، وفي انتظار رجال الشرطة الّذين سرعان ما وصلوا فألقوا القبض على اللّصّ وهنّأوا من أوقفه على شجاعته..
لذلك كانت نتيجة هذه الحادثة
أن نال الرّجل الفقير مكافأة ماليّة كبيرة
من صاحب محلّ المجوهرات المسروق،
لذلك جعلته يتذكّر كلام الرّجل الحكيم له،
فتطلّع إلى السّماء وقال
: شكراً لك يا ألله…