” صراع على السلطة ” بين تضييق الأزواج ومناهضة الزوجات
صراع على قيادة المنزل
صراع على السلطة ينشأ في حال وجود العديد من الخلافات بين الزوج والزوجة، وتنوع الاختلافات التي تنمو وتكبر يوما بعد يوم دون اللجوء الى حلها منذ البداية والسيطرة عليها
إن الاسرة مكونة من الام و الاب و الاولاد في معظم الاحيان , و هم يعيشون معا و يتفاعلون على نحو دائم
فتجدهم كالماء الذي يجري في نهر تارة يصطدم بحجر صغير و تارة في صخرة و تارة في سلسلة صخور لكنه
و مع هذا يتابع الجريان حتما دون توقف , و كذلك الاسرة .
ان حرص الاباء على مصلحة الابناء هو امر مفروغ منه , فتجدهم دائما دائمين التفكير بهم ما الذي يحتاجونه ؟
و كيف يأخذون بيدهم ليصبحوا في أعلى المراتب ؟ و لا بد بأن يأخذ الاباء في اعتبارهم ان لا ينجبوا طفلا
الا ليكون شخصا أفضل منهم و أكثر تأثيرا منهم و اشد نجاحا منهم , فهذا وحده كفيل بحل نصف مشاكل
الكرة الارضية .
و لكن قد لا يتقبل هذا الاهتمام جميع الأطفال , فتجده ما إن يبدأ بالشعور بسيطرة أهله على قراراته حتى
يصبح عنيدا في كل شيء و رافضا لتدخل والديه بشؤونه رفضا قاطعا, و هنا يأتي السؤال الأكثر أهمية ترى
كم يجب على الاباء أن يأخذوا قدرا من المشاركة في قرارات ابنائهم ؟ هل يكون جزئيا كليا أم معدوما , و كيف
نوازن بين تحمل المسؤولية اتجاه أبنائنا و تحمل المسؤولية عنهم ؟ هذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال .
إن الاباء يحيطون ابنهم بالحنان , و يفرغون كل ما في جعبتهم من اهتمام في سبيل المحافظة على ابنائهم ,
ولكن البعض منهم لا يدرك حساسية عملية التربية في حال انشغالهم ب الصراع على السلطة و بخاصة في جانب تحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات .
كيف تربي ابنك على تحمل المسؤولية منذ الصغر بعيدا عن الصراع على السلطة
يتم العمل على هذا الجانب منذ الصغر و هو أهم ما يضمن لك بأنك تربي شخصا مؤهلا لاستقبال
مصاعب الحياة بكل قوة و اقتدار , وذاك لأنك نميت هذا فيه منذ الصغر و لكن كيف ؟ اولا عليك أن تنزع تلك
الرغبة العفوية لديك بالاستيلاء على حياة ابنك فرض سلطتك عليه منذ صغره , صحيح بأنك تمتلك خبرة اضعاف
التي يمتلكها , و ان الحياة اعطتك دروس و دروس تمكنك من تمييز الخطأ من الصواب ,
و انت لا يدفع ابنك ثمنا للتمييز كما فعلت لكن هذا غير مجدي لأن حبك عندئذ لهم قد يكون نبعا و لكنه
ليس معطاء ؛ فأنت بدلا من ان تعلمه كيف يصطاد السمكة اعطيته اياها جاهزة و بهذا ما ان تغيب او تبتعد
عن الطفل سيجد نفسه مكبلا و غير قادر على القيام بأبسط القرارات او حل اتفه ما قد يواجه .
إن الحب المعطاء سيبدأ منذ اللحظة التي تتغير فيها نظرتك بأنك انت الشجرة و ابنك فرع منها و بدلا من
ذلك تنظر بأنك انت شجرة و ابنك اخرى مستقلة بذاتها , عندما تنظر لابنك بأنه كيان مستقل يحتاج الى
بعض التوجيه فقط كي يشق طريقه في الحياة عندها ستكون الانانية قد ماتت من داخلك و عندها ستكون
مستعدا لتربيته على القيمة الاهم و هي الحس الناضج بالاستقلالية .
متى يبدأ حب التفرد لدى الطفل وكيف تتصرفين
إن حب التفرد ببعض القرارات يبدا لدى الطفل في سن مبكرة فتجده يحب ان يشارك في اختيار ملابسه
أو نوع الطعام الذي يفضل و هنا يجب أن تسمح للابن بهذا و تشجعه عليه مع مراعاة نصحه و ارشاده اذا
كان يقترب من دائرة الخطأ و ان كان الخطأ غير مضر له مثلا بأن تشتري الاميرة الصغيرة ثويا لا يليق بها ,
فعندها ستدرك خطأ مع الوقت و سوف تتعلم بأن تكون اكثر حكمة في انفاق النقود
لا بأس بأن تشتري لها واحدا اخر و لكن ليس على ذوقك هذه المرة فنحن هنا لسنا بخضم ان تثبتي لها
بأن عليها اتباع خبرتك في الحياة بل ما يهمنا هو اكسابها الخبرة فاسمحي لعا باختياره مرة اخرى و سوف
تلحظين بأنها ستصبح اكثر حذرا و مسؤولية عند الاختيار .
كيف تربي ابنك جيدا على الاستقلالية دون ترك مراقبتهم
قد يبدو هذا شيئا بسيطا و لكن فوائده تتجاوز ما قد نتوقعه بأشواط كثيرة و نستطيع أن نقيس عليه الاف
المواقف التي نواجهها مع الاطفال بشكل مستمر . و هنا لا بد أن نؤكد ان استقلالية الابناء لا يعني ان
نطلق العنان لقراراتهم بشكل كامل , بل لا بد من المحاسبة و وضع القوانين في المنزل فمثلا لا يسمح
بأن تغادر المنزل بعد الساعة العاشرة , هنا ليس للطفل الحرية بأن يفعل ذلك ام لا يفعل , بل لا بد أن
نعوده على احترام ما يجب عليه ان يحترمه و ان لا نسمح لهم بإهدار انفسهم بحجة السماح لهم باتخاذ القرار .
قد لا يمتلك جميع الاطفال زمام المبادرة بأنفسهم و هنا يأتي دور الابوين في تشجيعهم و دعمهم ,
لا بأس في محاولة السماح له في ابداء رأيه مثلا في غداء الاسرة اليوم او في أي افضل لون طلاء في المنزل ,
حاول ان تزرع في نفسه الثقة بأنه شخص ذو قرار و لديه القدرة على الموافقة و الرفض و أن رأيه ذو قيمة
و تأثير عندها أنت تسدي له أكبر معروفا في المستقبل , لأنك ستضمن بأنه لن يكون ضعيف الارادة و العزيمة
و سيرتفع تقديره لنفسه و يرتفع معه قدرته على الابداع و خوض مضمار الحياة بقوة و اقتدار .
تدريب الأولاد على الاستقال المالي منذ الصغر
اخر ما سوف نتحدث عنه هو الاستقلال المالي و هو من أهم ما قد نربي اولادنا عليه فمن الممكن ان
نقدم له مبلغ معين على كل راس شهر او اسبوع و عليه ان ينفقه بحكمة حتى يكفيه طول المدة المخصصة
له و ان يقرر ما نواقصه بنفسه و يرتبها ضمن اولويات و هذا تدريب عملي على ما سوف يواجه عندما يكبر
فتتكون لديه خبرة لا بأس بها دون ان يشعر مما يؤدي حتما الى تميزه في فن ادارة الذات مستقبلا .
ان تربية الابناء ليست بالمهمة السهلة اطلاقا فأنت عندما تربس ابنك تصقل ذاتك في نفس الوقت ,
و حتما سوف تجد ثمار ذلك ابناء يستطيعون ان يسندوك عند كبرك و يكونون مصدر فخر و اعتزاز لا سببا
للخجل و مصدرا للأعباء التي قد لا تنتهي فابتعد عن الاسباب التي تؤدي دائما الى الصراع على السلطة والتي لا تجنى منها سوى المتاعب لك ولابنائك .