أزمة منتصف العمر عند السيدات.. ماهي؟ وكيف نتعامل معها؟
ما هي علامات أزمة منتصف العمر عند السيدات؟ وما كيفية التعامل معها؟
لعلكِ سمعتِ من قبل عن أزمة منتصف العمر عند السيدات. ويخلطها البعض خطئا بسن اليأس برغم وجود فوارق كبيرة بينهما.
أولا: سن الياس(عمر الأمل)
سن اليأس هو فترة طبيعية تحدث لكل امرأة، يعرف بتوقف الدورة الشهرية، ومن ثم فقدان القدرة على الحمل والإنجاب.
وقد عبر القرءان الكريم عن هذه الفترة بشكل صريح بقوله تعالى” واللائي يئِسن من المحيض”
تحدث هذه الفترة عند السيدات غالبا عند عمر الخمسين. ويمكننا القول بأن المرأة وصلت إلى سن اليأس عند انقطاع الطمث لمدة 12 شهر متتالي.
إذا انقطع الطمث عند سن الأربعين فيمكن تعريفه بانقطاع الطمث المبكر. يحدث هذا أحيانا وفقا لعوامل وراثية أو بعض الأمراض أو التعرض للإشعاع.
عند سن اليأس تعاني المرأة من بعض الأعراض نتيجة لنقص هرمون الاستروجين( هرمون الأنوثة) أي أن المشكلة تكمن في عوامل هرمونية. وإليك بعض الأعراض وفقا لما وصفته الدكتورة علياء جاد:
- الشعور بالاكتئاب والحزن.
- عدم أو قلة الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
- في بداية سن اليأس تحدث تغيرات فيي الدورة الشهرية، مثل غيابها لفترات طويلة، أو نزولها أكثر من مرة في الشهر أو نزول الدم بغزارة. أو نزول الدم بكميات قليلة.
- تعرق ليلي.
- جفاف في المهبل، قد يصاحبه حكة أو ألم أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
- قد تصاب بعض السيدات بسلس البول وخاصة مع العطس أو الكحة.
- بعض الزيادة في الوزن.
- قد يزداد الشعر في بعض الأماكن التي لم تعتدها السيدة مثل شعر الذقن أو الشارب.
- من الممكن أن تشعري بعصبية شديدة، أو عدم القدرة على التحمل.
- تكون النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام في هذه الفترة.
وبرغم كل هذه الأعراض المذكورة إلا أنه يجب النظر إليها بشكل أكثر تفاؤلا. فكل هذه الأعراض يمكن اجتنابها أو تخفيف حدتها عن طريق متابعة طبيب جيد. فهي بالأساس لا يجب أن تشكل أزمة فعلية.
أزمة منتصف العمر عند السيدات:
هذه الفترة تختلف تماما عن المذكورة أعلاه فهي لا ترجع في أصلها إلى الهرمونات، بل ترجع لاضطراب نفسي.
أعراض أزمة منتصف العمر عند السيدات:
- وعلى عكس سن اليأس فالسيدة قد تصاب بأزمة منتصف العمر في سن مبكر كالثلاثين والأربعين!
- تشعر المرأة في هذه الفترة بأنها بدأت فقدت بعض جمالها، وبدت على وجهها آثار الكبر ولو بشكل طفيف.
- غالبا ما تشعر المرأة في هذه الفترة بالتشتت ما بين رؤيتها امرأة كبيرة في نظر الشباب، ورؤيتها ما زالت في بداية شبابها في نظر كبار السن.
- يصعب على المرأة في هذا السن تقبل شكلها أو سنها.
- غالبا ما يسيطر عليها الشعور بالوحدة والفقد، فغالبا ما يصحب هذا السن موت من تحبهم المرأة من أب أو أم أو زوج. أو شعور بالرهبة من فقدهم.
- تشعر المرأة بأنها لم تحقق رغباتها ولا إنجازتها. مهما قدمت فعليا من إنجازات!
- بعض النساء تكبر لديهم الأنا، فتبدأ تهمل زوجها أو أبناءها. وغالبا ما ينبع هذا التصرف نتيجة بإحساسها أنها فقدت ذاتها مع مشاغل الحياة.
- بعض النساء تتجه بقوة نحو الدراسة وأخذ الشهادات والبحث عن حياتها الخاصة.
- غالبا ما يصاحبها إحساس بالوهن والتعب والتي يكون لها أصل نفسي وليس عضوي.
حلول أزمة منتصف العمر عند السيدات:
يكمن الحل الأساسي لهذه الأزمة في تغيير النظرة لها. عند النظر إلى هذه المرحلة كأي مرحلة عمرية من الطبيعي أن يحدث فيها تغيرات سيكون وقعها أخف بكثير.
كيف تغير المرأة نظرتها لهذه الأزمة؟
يجب على المرأة أن تقوم بتقييم حياتها السابقة بصورة إيجابية،فمثلا:
- تقييم حياتها الزوجية ومعاملتها لزوجها.
- أن تقوم بالنظر إلى إنجازاتها كأم، وأن بذلها في سبيل أبناءها هو إنجاز يستحق الإشادة.
- النظر إلى نقاط قوتها وافضل ما تجيده.
- حاولي خلق بيئة أكبر من الأصدقاء والجيران لتجنب الإحساس بالوحدة.
- انشغلي بتربية حيوان أليف أو زراعة زهور معينة.
- تجنبي جلد الذات بقدر الإمكان والنظر فقط إلى سوداوية الماضي.
- حاولي إعادة ترتيب(تنظيم) أولوياتك:
معظم النساء في هذه الفترة تشعر بأن عمرها ضاع في البذل ولا أحد يُقدِّر. وبعضهن تشعر بأنها فقدت عمرها في سبيل تربية الأبناء وطاعة الزوج ولا أحد يشعر بها.
والمشكلة هي أنها لم تجد ترتيب الأولويات، فقد حصرت عمرها في أشخاص محدودين. كل دورك هنا هو إعادة ترتيب الأولويات ووضع نفسك من ضمن هذه الأولويات.
يمكن الانشغال في هذه المرحلة ببعض النشاطات مثل حفظ القرءان مثلا، أو العمل، أو الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية. كل ما سبق مشروط بألا تؤثر على دورها كأم وزوجة أو على واجباتها الأساسية.
وللأسف؛ معظم السيدات في هذه الفترة تشعر بالتوتر وتبدأ في تناول كمية كبيرة من المهدئات لدرجة أنها تفقد فاعليتها!
حاولي تفريغ كل طاقاتك السلبية إما بالكتابة عن مشاعرك أو بمناقشة الزوج. في معظم الأحيان يكون التناقش مع الزوج هو الحل الأمثل للقضاء على ضغوطك خاصة لو كان بينكما مساحة من الود.
ابدأي بطرح المشكلة على زوجك ووصف ما تشعرين به بدون اتهامه حتى لا يشعر بالنفور من الحوار.
هناك نسبة كبيرة من النساء تمر بهذه المرحلة كنتيجة للخيانة الزوجية، وحينها تشعر ب:
- نقص أو فقدان للإحساس بالأنوثة.
- فقدان الثقة بالنفس.
- الشعور بالكسر النفسي.
- النفور من الزوج.
تزامن الخيانة الزوجية مع أزمة منتصف العمر تجعل الوضع يتفاقم وتبدأ بفتح جراح قديمة كانت على وشك الالتئام. قد يؤدي هذا إلى اتخاذ قرارات مصيرية تدمر البيت. وبعض النساء تبدأ بربط الأحداث ببعضها وتلقي على الزوج شلالات من اللوم والاتهامات، مما سيزيد الفجوة بينهما.
كيف يدعم الزوج زوجته في هذه الأزمة؟
يجب على الزوج دعم زوجته هذه الفترة عاطفيا بأكبر شكل ممكن. يكمن هذا الدعم في:
- النظر إليها كأنثى جذابة، لأن لديها أزمة ثقة بشأن جاذبيتها.
- في الإطراء عليها ومدحها.
- لو تحدث الزوج مع زوجته عن مخاوفها ومتطلباتها فسيسعدها هذا كثيرا وسيخفف وطأة الألم.
- ساعد زوجتك على إيجاد معنى لحياتها، من الممكن أن تقترح عليها بعض الحلول بخصوص العمل أو هواياتها السابقة. وما أجمل ان يجمعكما شغف مشترك.. في هذه الفترة غالبا ما يكون الزوجين قد كبرا في السن فما أجمل أن يكون كلا منكما سدا للآخر في محنته.
- لا تسفه من مشكلتها وتشعرها بأنها تدعي المعاناة.
- عدم رغبة زوجتك في العلاقة الجنسية لا يعني كرهها لك. فمعظم النساء في هذه الفترة تشعر بعدم رغبتها في العلاقة ونفورها منها… مجرد تقديرك لمشاعر زوجتك وتفهم رغباتها سيعني لها الكثير.
نهاية، يجب النظر إلى أزمة منتصف العمر عند السيدات كمرحلة عمرية طبيعية. مثل الطفولة والشباب والشيخوخة، وتقبل هذه المرحلة بكل مساوئها. وعلى المرأة أن تكسر حاجزها النفسي تجاه هذه المرحلة حتى تستطيع اجتيازها وتخطيها.